شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما الذي فيك
أليس الحب في أول غزوته القلوب حلقة استفهام متصلة تنتهي كما تبتدئ عند شخص المحبوب؟
ما الذي فيك يا مُعِيداً إلى القلب صباه من بعد أن عاد كهلا؟
ما الذي فيك يا مُزِفاً إلى الصب حياة جديدة لن تُمَلا؟
والذي تعبس الحياة إذا غاب وتبدو بَسّامَة إن اطلا
كل ما فيك فاتن يعجز اللفظ إذا رام للذي فيك حلا
وإذا شاء أن يحدد معناك تناهى فما يكاد يُبين
في البريق الذي يُضيءُ بعينيك معانٍ كثيرةٌ لا تسمّى
ملؤها السحر والدلال وشيء
لست أدري لِمعْنييه مُسمى
فهو نور يهدي القلوب إليه
وظلام يصيّر العقلَ أعمى
كلما امتد من معانيه ضوء
كان قلبي لذلك الضوء مرمى
فإذا قلتُ ما الذي فيك من بعد تراءى هذا الخفيّ المبين
والحديث الذي يسلسله ثغرُك هذا إذا تدفّق سحرا
أفتدري ما فيه يا أيها العابث باللفظ إن تخيّر أمرا؟
فيه لحن محبب عبقري
ونداء حلو دنا واسْتَسرّا
سمعته روحي فمدت له السمعَ وأغْفتْ من بعد ذلك سكرى
فهو ماذا؟ أكانت الخمر في لحنك؟ كلا! فما رأتها العيون
ثم هذا الثغر المنسّق هل تعرف أيضاً الا شبيه إليه؟
إنه لَلحَيَاةُ تأخذ بالعين وتخفي في منتهى شفتيه
فيه ماء يجري هناك ولا ماء وحس يسري على جانبيه
لم تكن وردة الربيع إذا قيس إليها شيئاً يُقاس عليه
لا ولا صورة الثغور فهذا
فيه روح وتلك فيها سكون
كل هذا يا فاتني بعض ما فيك فما فيك كان أكبر شأنا
بيد أن الشيء الخفيّ على العقل بما فيك لم يزل دون معنى
فهو روح يعصى على الفكر معناه وان لابس الفؤاد المعنّى
هو في القلب فرحة وخفوق
إن تبدّيْتَ باسماً أو تمنّى
وشجون وحسرة إن تغيّبْتَ عن القلب واعتراه الأنين
فهو ماذا يكون هذا الذي تربط قلبي به إليك ضلالا؟
لا تقل إنه الجمال وما يفعل فيمن على الجمال تعالى
لا ولا تدعيه وِدًّا به الناس على غيرها تُصيب الكمالا
ليس أمر الجمال والود إلا
متعة تنقضي وإلفاً تغالى
فتفنن في الظن ينكشف الأمر فيا طالما تُصيب الظنون
أتراه تفتّقَ الورد في الفجر عن الكمّ يزدري الكم سجنا؟
أم تراه تشابك الغصن في الدوح إذا الغصن فيه جاذب غصنا؟
أم تراه تلفّت الطير للطير إذا شاء أن يؤلف لحنا؟
أم تراه يا فاتني لذعة الحب فللحب لذعة ذات معنى؟
لذعة تسكن الفؤادَ فيهتاج وتطغى على النهى فيهون
إنه الحب في اصطلاح بني آدم من يوم أن رأى حواء
فهو سر الوجود في الورد والطير وفي الغصن يستظل السماء
وسبيل الحياة للقلب والقلب إذا كانت القلوب ظِماء
وغذاء الأرواح إن جاعت الروح وطافت به تريد الغذاء
وخيال الدنيا إذا انهزم العقل لديها وقدّسته الفنون
إنه الحب يا حبيبي وحسب الروح منه خيالُه وَرُؤاها
هو أُكْذوبةُ الحياة على الناس إذا مدّت الحياة خُطاها
وإذا زخرف الخيال حواشيه ونمّى أطرافها وزهاها
فاستحالت معناه في الفكر لغزاً لا تنال الأفكار منه مناها
فلتكن أنت يا حبيبيَ مفتاحاً لذا اللغز وليكن ما يكون
حسبُ قلبي أن يستهيم بما فيك وعيني أن تجتلي مرآه
ولتعشْ أنت يا حبيبيَ مصباح فؤاد ذاق الهوى ورآه
وليهم عقلي الصغيرُ ضلالاً في الدياجي مُستنطقاً معناه
ولتكن حيرتي الكبيرةُ للفن وَقُوداً هيهات تخبو لظاه
فإذا قلتُ مرةً ما الذي فيك؟ فَاني بالسر فيكَ ضنينْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :625  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 171 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج