يا حبيباً غائباً عن ناظري |
حاضراً في الفكر، في القلب الكسير |
قد جعلتَ اليوم حبي جنة |
وقت أن أصلي به نار السعير |
ومزجت اللين بالقسو كما |
تمزج الخمرة بالماء النمير |
في كتابٍ شرق القلب به |
هائماً ما بين أنماط الشعور |
يتنزى فالأسى يدفعه |
في غيابات من الحزن المرير |
والمنى ترقى به جناته |
فاتن البسمة، نفاح العبير |
وأنا كالقلب في حيرته |
ذائب بين سطور وسطور |
يا هوى الصب ويا فتنته |
ومنى القلب ومعناه الأثير |
حسبك الدل وحسبي حيرتي |
يا هوى الحائر أضناه المسير |
يا نجيّي في دجى الليل إذا |
لج في الليل بي الشوق المثير |
كم خيال ماثل صوّرته |
بيد الشوق فحاكاك النظير |
وضمير غائب خاطبته |
لم يكن غيرك يا وحيَ الضمير |
وأنين خافت صعّدته |
في الدجى فازداده الدمع الغزير |
كم كتاب سطرته أنمل |
منك كم كانت إلى الصب تشير |
هو للعاشق إذ طال النوى |
مؤلماً للنفس سلوى المستجير |
وهو للشاعر في وحدته |
هيكل الوحي نظيم ونثير |