على شاطئ النيل قابلتها |
تميس وتخطو كأمواجه |
فسارقتها اللحظ مغرى بها |
يؤوب ويسمو لمعراجه |
إلى وجهها الفاتن الباسم |
إلى قدها الراجف الهائم |
مشتْ ومشيتُ على إثرها |
خُطىً بخطىً، والهوى إثرنا |
تدافعه لعبة حلوة |
ويجذبني وِتره وتْرُنا |
إلى قلبها الساذج الحالم |
على كونها العامر الناعم |
تسارقني اللحظَ أطرافُها |
عيوناً رنت فُزّعاً خلفها |
واتبعها الطرف إذ ينتهي |
مداه إليها وقد حفها |
إلى حيث كانت مع السائم |
إلى حيث حامت مع الحائم |
ولم أدرِ كيف بنا ينتهي |
مطاف المنى، ما له مُنتهى |
ولا كيف يختم تسياره |
وتفتح أبوابه للسها |
إلى شخصها السائر الدائم |
إليّ، إلى ظلها الهائم |
وحسبيَ أني أراها ولا |
تراني وألمس تحنانها |
فإن الخيال لنا متعة |
براه لنا من برى حسنها |
سماء جمال ودنيا منى |
تتيه بها حيث تهت أنا |
وتمضي فأمضي ومن دوننا |
حديث الهوى قائم بيننا |
يوثق قلباً دعاه الظما |
لقلبٍ ترقرق حتى هما |
لقد سجدت للنجوم السما |
وقبلت الشمسُ عَبادَها |
وهش الغدير إلى البلبل |
وفتّحت الروض أورادها |
وفاءت إلى الوكر أطياره |
وعانقت الطير صيادها |
صحت في الصباح كأزهاره |
يبللها من دموعي الندى |
وقالت جنيت وما لي يد |
فقلت إذاً فاقطعي لي اليدا |
لقد لعب الحب ألعابه |
بقلبي وقلبك منذ ابتدا |
فما لي وما لك ذنب به |
دعينا نسايره حتى المدى! |