عودتني الدلال، من طول ما ألقاه منها، حتى عشقت الدلالا |
وأرتني الملال، ضرباً من الفتنة، حتى أحببت هذا الملالا |
صورة كنتها، فكانت حياة، وربيعاً، وجنّة، وظلالا |
أنا منها، في موقف العابد الخاشع، يفنى عبادة وجلالا |
كالصديّ الولهان، قام على المنهل، يرجو، ولا يطيق نوالا |
مستديم الخفوق، محترق القلب، تفانى في حبه وتعالى |
سرمدي الشكوى، متى احتضن الليل فؤادي المذاب فيه وطالا |
ما تراءى خيالك العابر الباسم فيه، إلا وهمت ضلالا |
أتشهّاك مطلباً، وأناديك حبيباً، واجتليك خيالا |
عابراً في الدجى منافذ روح، مدها الحب للقلوب اتصالا |
يا حبيبي، وقد خُلقت، كما شئت، كما شاءك الجمال، مثالا |
لا تذدني عن جوك النافح السحر، فروحي تذوب فيه اشتعالا |
أنت مني فيما تحس به روحيَ، روح هي الحياة جمالا |
وبقلبي فيما تراك به عيني، حبيب أسمو به إجلالا |
أتحاشاك، والنواظر ترعاك، حرياً ألا أطيق احتمالا |
وأناجيك صورة، لم تك النجوى لديها، إلا الشكاة، مقالا |
فعياذي من السلوّ، ومأتاه غرامي الذي سما، واستطالا |
وارتضائي الحرمان يذكي جوى النفس وينفي عن جوهري الأدغالا |