ما كنت احسب، يا حبيبي، أن قلبك صار صلدا |
أو أن لي بيني وبينك في حياة الحب حدا |
أو أن أيام الهوى الغالي تعد لديه عدا |
أو أن شخصك غير شخصي في الهوى قرباً وبعدا |
حسبي! فقد ألهمت أن لنا بدنيا الحب خلدا.. |
ما كنت أحسب أن يكون لنا غدٌ، قَبْلاً وَبْعدا |
من بعد أن عشنا كما يهوى الهوى، نعليه قصدا |
نحن اللذان تساقيا |
كأس المنى مثنى وفردا |
من حلّقا في جوه السحري أحلاماً وعهدا |
من في الهوى ضرب الهوى بهما المثال وما تعدى |
ما كنت أحسب أن أعود بوكرنا المحبوب وَحْدا |
أو أن أطل فلا أراك بجانبي، فأذوب وجدا |
أو أن يقال تراه أين؟ فأنثني، وأحار جدا |
إذ لا يطاوعني الهوى، فأقول مَرّ، أريد صدا |
وأسير أرقب من يسير، ومن يمر، ومن تبدى |
ما كنت أحسب أن سأقضي الليل أفكاراً وسهدا |
أو أن أنام وأنت في نومي معي، جسماً وبردا |
فأفيق تفجعني الحقيقة في هواك، نوى وفقدا |
فأعود استجدي المنام طيوفه، والنوم أجدى |
وأبيت استعدي عليك رؤى الخيال، وأنت أعدى |
ما كنت أحسب أن سأحسب ما حسبت، وما استجدا |
حتى إذا فوجئت بالهجران منك قلى وصدا |
أمسيت لا أدري أهزلاً ما جرى أم كان جِدّا |
وبقيت للذكرى، وما فكرت في الذكرى، مردا |
أيام كنت أرى الحياة هوى وميعاداً، ووعدا! |