أمانينا من الأيام وعدُ |
ومن أيامنا صاب وشهدُ |
وفي الأيام ما فينا طباعاً |
نقائض بعضها شوك وورد |
ومسعانا لدى الدنيا طلاب |
يسدد خطوه جِد وَجد |
ومن وُهب الحياة ولم تهبه |
مناه فعمره المهدور لحد |
فيا دنيا الغد المرجوّ يوماً |
يضيق بشأوه في الكون عد |
لأنت إلى النفوس، مضى زمان |
ولما ينقضِ الأمل المعد |
رجتكِ من القديم هوى قديماً |
يطيب فداءه ألم ووجد |
وصاغتك المثالَ على مثالٍ |
تضاءل عنده عهد وعهد |
فكنت مرادها في كل حين |
مراداً ما يُحدّ ولا يُرد |
مراداً للديانة فيه جهد |
وللأحلام والأفكار جهد |
((فموسى)) و ((المسيح)) له أقاما |
بُنىً ((بمحمد)) أبداً تُشد |
و ((سقراط)) أشاد به و ((روسو))
|
ذرىً تعلو الزمان وتُستجد |
لقد بعثتك مشكلة ((أثينا))
|
وحلاّ ((أورشليم)) جلتك بعد |
و ((مكة)) رجعتك صدى عميقاً |
و ((لندن)) أنت فيها الآن قصد |
فكنت، ولا تزالين، المسمى |
تحير دونه أمل ووعد |
وكانت دعوة الداعين قِدماً |
إليك مثار تفكير يُصد |
فجاءت سطوة الباغْي عتواً |
وقد أكدى إليك، خطىً تمد |
خطىً سيل الدماء أقام منها |
صوى تهدي إليك وتُستمد |
بها مهج الشباب انفن صرحاً |
لعرشك كله شرف ومجد |
ومدت حولها الآماق شكرى |
من الأرواح سوراً لا يهد |
فحظ المبتنيك دم ودمع |
نصيبك منهما عز وسعد |
حمتك من الأذى أمم شداد |
حماها أن تهون هوىً أشد |
فيا حلم الفلاسفة المفدى |
ومسعى الطامحين له استعدوا |
اطلي بالسلام على قلوب |
إليه، وقد براها الشوق، تعدو |
وبالحب استفاض هوىً وعدلاً |
تساوى فيهما شعب وفرد |
وبالحرية المثلى مناراً |
بناه بالدم الحر الفرند |
وبالأممية العظمى مثالاً |
إلى فجر الإخاء أطل يشدو |
وبالخلد المتاح لو أن كوناً |
أتيح له على الأيام خلد |
هي الأزمان ما زالت ضروباً |
تعاور سيرَها جزر ومد |
اطلي فالمدى البادي مليحاً |
ليومك بات أياماً تُعد |
لقد أخذ الضباب يذوب روقاً |
فروقاً والغد الذهبي يبدو! |