لك اللَّه من شادٍ رقيق كأنما |
هزار الهوى في صوته يتأوهُ |
كأن ملاك الحسن أهداك لحنه |
فبتّ بأحلام المنى تتفوه |
كأنك قمريّ على أيكة الهوى |
ترنح يستهوي حشاه التوله |
فأبدع ما شاء الغرام بقلبه |
واطرب ما اصباه في الروض فجره |
فرحماك بالأرواح ترقص غبطة |
وحسبك منها الآن هذا التدله |
ويا مبدع الألحان سجواء قد غدت |
بأرواحنا في جوها تتنزه |
أصوتك هذا أم نسيم معطر |
وقد ذاب في زهر بدا يتنبه |
أم السلسبيل العذب ينساب رائقاً |
علينا من الخلد المقدس ربه؟ |
إذا انساب حلو اللحن بين نفوسنا |
ترجرج في أسماعنا منه رجعه |
فبتنا نشاوى بين دنيا من الكرى |
لدى حلم قد لذ للروح رشفه |
كأنا إذا النغمات رف رفيفها |
من الحسن صرعى الحسن لولا التأوه |
فيا بلبليّ الصوت قد هجت شاعراً |
يحييك مفتوناً بك الآن فنه |
يبارك حسن الصوت فيك مزوّداً |
من الفن بالفن الذي جل وقعه |
غمرت بدنيا الحسن أجواء روحه |
فبات بليل الوحي ترعاك روحه |
إذا الشعر والفن الرقيق تآخيا |
وشُدّت يد ما بين ذاك وبينه |
فلا عجب فالنبع في الأصل واحد |
وهذا إخاء توثق الروح عهده |