نحّ عنك اليأس وابسم للأماني |
وانسَ آلام الهمومْ |
يا أليف السهد يا خدن الضنى |
يا طريحاً فوق أشواك الألم |
قم وناج الفجر واستوح الهنا |
من جمال الفجر كشاف الظلم |
من شذا الأزهار من رش الندى |
من خرير النهر من خمر النغم |
من صفاء الروح من نور المنى |
من كؤوس الحب من سحر القلم |
أيها العابس في وجه الزمان |
إنما أنت الملوم |
عش بدنيا الروح فالكون يراه |
كل حي مثلما مال وشاء |
سائل الوردة من أكسبها |
حمرة الخد وذياك البهاء؟ |
وسل البلبل من ألهمه |
رقة الصوت وألحان الغناء؟ |
سل فؤاد الصب عن معنى الهوى |
وسل الضاحك عن سر الصفاء؟ |
أيها العابس في وجه الزمان |
إنما أنت الملوم |
آه من أنطق بالشدو لساني |
بعد ذياك الوجوم |
يا ثغور الزهر هاتي رشفة |
من شفاه الورد تروي غلتي |
والمسي في رقة ساحرة |
حبة القلب مكان العلة |
وامسحي جرحاً بجنبيّ عميق |
واغسلي هذا الأسى من مهجتي |
فلقد شعّ بعينيّ بريق |
بات للآمال يهدي فكرتي |
أيها العابس في وجه الزمان |
إنما أنت الملوم |
بسم الكون وفي الكون معاني |
دونها العقل السليم |
فاشدُ يا طير ففي ذوب الأغاني |
بلسم القلب الكليم |
واروِ إحساسي وردد في المغاني |
ذلك الصوت الرخيم |
أيها العابس في وجه الزمان |
إنما أنت الملوم! |