آثر الدهر أن يظل معاديّ |
على طول عمره وتعمدْ |
واستباحت صروفه صدماتي |
فهي دوماً بهولها تتردد |
فإذا ما أمنتُ حيناً أذاها |
بعد حين أتت بما هو أنكد |
ذبت حزناً فكم أبث شكاتي |
لك يا صفحتي وكم أتجلد! |
نعم الناس بالرقاد وما زلت طريحاً على الفراش مسهد |
وتلاقت أرواحهم في حياة |
هي أغلى من الحياة وأرغد |
تتناجى في عالم الحلم سراً |
وأنا دونها أسىً أتوجّد |
تكوي روحي الآلامُ هيهات أنجو من لظى حرها وهيهات تخمد |
وتؤم الأفكار رأسي فأما |
راح فكر أتى سواه وولد |
فإذا أطبق النعاس جفوني |
قلت للنوم يا مغيثيَ تُحمد |
بسم الناس للمنى حين صحت |
وتجهمتُ إذ أمانيّ تُلحد |
وتساقوا حلو الغرام واسقا |
نيه مراً قلب كقطعة جلمد |
إن تناسى الحزين عهداً تقضى |
مستجاداً ليستريح ويرغد |
فلعيني في وحدتي تتراءى |
كل آنٍ ذكرى نعيم تبدد |
أترى شرعة الحياة أجازت |
لك يا همها بألا تنقد؟ |
آه! حتّام يا زمان تلاشي |
كل يوم من مأملي ما تجدد؟ |
أفما آن أن تكف وتنأى |
عن عدائي الشديد أو تتودد؟ |
أفما آن أن تقول لقلبي |
قد وقيتَ الِحدثان يا قلب فاسعد؟ |
إيه يا نفس هل تكيدين بالحز |
م زماناً أخنى عليك وشدد؟ |
لتريه من قوة البأس عزماً |
للقاء البأساء بات موطد |
لا تقولي إن مسك الضر: إني |
في ربيع الحياة لم أتعود |
بل فقولي مهما تعاظم قدراً |
إنما الروع من جناني مجرد |
يعلم اللَّه ما بدهرك من حو |
لٍ ولكن متى استكنتِ تمرد! |
فأنسي اليوم بالحياة وقد عا |
د جلياً ما كان أمس معقد |
وأسدلي الستر سلوة فوق ما |
ضيك ولاقي الآتي بقلب ممرد |