يا أيها القانط الثاوي المطل إلى |
ركب الحياة طوى سهلاً وأنجادا |
أقصر! فعقباك لو أنصفتَ مبتسماً |
دنياك، فجر حياة فاض إرغادا |
وافرح فما حجرت يوماً على أحد |
دنياه إن أبدل الإعوال إنشادا |
كم يائس قد تساوى عنده عدم |
معجّل ووجود فاض إجهادا |
مذ فارق اليأس مكدوداً بصحبته |
وشام بعد ضياء عنه كم حادا |
أمسى المدلّه في حب الحياة يرى |
في كل شيء جمالاً ظل وقادا |
فاليأس للبؤس درب ضل سالكه |
وعاش يجرع من شقواه أنكادا |
واليأس غيهبة قد جللت طبقاً |
من بات يلبس منه العمر أبرادا |
وليس من سار والآمال رائده |
كمن تلمّس في الظلماء مرتادا |
أو من يجاهد والإيمان حافزه |
كمن يكابد رهن اليأس مجهادا |
من غالط النفس إيحاءًا يلقّنها |
روح السرور بما يلقاه مقتادا |
ير السرور وقد بانت حقيقته |
فيما يلاقيه أمراً صار معتادا |
إن السرور رضاء النفس لا أملاً |
محققاً أو هناء فاق أندادا |
فافرح فإن ربيع النفس فرحتها |
وانصب لنفسك من دنياك أعيادا |
هذا الربيع ربيع الأرض مبتهجاً |
قد غاب عنها مدى حين وقد عادا |