من نفوس قلوبها خافقاتُ لك ترقى التهانئ الصادقاتُ |
بالأماني ترفّ من ظلك الهاني نشوى وبالمنى عالقات |
بالمعاني بالفن بالذكر قد أشرق صيتاً تحفّه المشرقات |
بالمعالي بالمجد في كونك السامق، شتى أجواؤه السامقات! |
بالمقام العلي ما زدت بل زاد بك اليوم إذ ولته الثقات |
وتباهت لديك في معرج الفخر بمعناه ألسنٌ حاذقات |
واستكانت إليك في مهبط الضعف بمرقاه أنفس آبقات |
واستشاطت عليكَ في وقدة الحزن غرابيب حسرة ناعقاتُ |
واستطالت به حبوراً وذكرى من محبيك أنجمٌ بارقات! |
فتهادى يختال بين ((معاليك)) وريقاً تزفه المورقات |
من فنون أجلّها الأدبُ الحقُّ فأدنى أسبابِها مرقاةُ |
والطريف الطريف منها تليدٌ والتليد الساجي بها أوقات |
زامل اليوم في حقيقتها الأمسُ، فضافت بأمرها الضائقات |
واستقامتْ بها الحقائق لا تمنع عدلاً جهودُها الواثقات |
وتوالت بها ألمناصب ألقابُ |
حياة في عزها شاهقات |
إن تعالى روحُ الأديبِ عليها |
فهي عنه بقدرها ناطقات |
أو رعاها طبعُ العظيم اعتياداً |
فهي منه على المدى مستقاة! |
فارتق اليوم يا محمد ما شئت وشاءت لعزمك المطلقاتُ |
في ظلالٍ من الوفاء أطالته غِراساً أنداؤه السابقات |
وسياجٍ من الرعايةِ أعلتهُ مقاماً آياته اللاحقاتُ |
ومجالٍ من المودة ضاءت بسناها أبصارنا المحدقات |
إنما أنت يا محمدُ منا |
وإلينا آمالنا الباسقاتُ |
والمثال الفريد طافت حواليه ورفّت قلوبنا الخافقات |