شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خَواطِر مُتقارِبَة
جاهر برأيك في الحياة ولا تخف
غِرًّا تذرع بالسفاهة أو حسود
وانهج إلى المثل الشريف فحبذا المثل الشريف وحبذا الشرف العتيد
واسلك سبيلك كيفما تختاره
ما دمت مصطحباً به الرأي السديد
فإذا سلمت فأنت فيه موفق
وإذا عثرت فمن عثارك تستفيد
إن الحياة تجارب مملوءة
عبراً تقدم درسها للمستفيد
والفوز في شتى المواقف حافز
للمرء داعيه إلى شرف المزيد
إن الحياة تدافع وتسارع
والموت، في لونْيه، سيمته الركود
لم يدر ألوان الحياة وطعمها
من عاش منزوياً يرافقه الجمود
يمشي على النسق الذي قد خطه
أجداده في ذلك الماضي البعيد
أو حاسباً للعرف سلطته الخفية
غابراً قد سنها الوهم البليد
يخشى التمرد، والتمرد لم يزل
باباً إلى طرق المفيد من الجديد
خير التقاليدِ التقاليدُ التي
قامت بصحتها دلائلها شهود
والشك في الأشياء ميزان به الأشياء تفحص كي تخلد أو تبيد
كم في القديم فضائل هي خير ما
أبقى وأنتجها لنا العقل الرشيد
كن في انطلاقك كالطيور أو البحار أو الكواكب جائلاً في ذا الوجود
حراً يسيّرك النهى متحصناً
بسياجه ومن النظام بما يفيد
إن الذي وهب الخلائق هذه
حرية جعل النظام لها حدود
واجعل سلاحك للحياة عزيمة
هي مثل بأساء الحياة أو الحديد
أتريد أن تبقى سليماً مطلقاً
فيها ومن تلك القوى بنيت سدود؟
عاش القوي مقدساً وممّنعاً
يمحو الضعيف ويستبد كما يريد
وعليه إكليل السيادة صاغه
بيد الدهاء وساعد البأس الشديد
قل للذي ألف الخضوع أو الجمود
مداهناً أو جاهلاً سيسَر الجدود:
إن الوجود تحرر لا ربقة
لمْ هؤلاء، وذاك سيدهم، عبيد؟
إن الحياة تجدد متواصل
أبغير ذا للناس قد كتب الخلود؟
هيهات أن نبقى كما تقتادنا
قد آن تحرير النفوس من القيود!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :922  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 137 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.