شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بُلبُلَي مِصر
في القصيدة مناجاة لمطربي مصر الخالدين الأستاذ محمد عبد الوهاب والآنسة أم كلثوم، وكان نظمها عقب الاستماع لمجموعة من الأسطوانات لهما، وذلك قبل أن يكون للمذياع (الراديو) في الحجاز وجود.
بلبليْ مصر غرّدا فوق أيكٍ
في رُبى مصر وارف الأفنان
في سماء الهوى وتحت جناحَيْ
ملكه البر زائد التحنان
وبجو الإبداع في روضة الفن وافق التجديد في الألحان
ذوّيا منكما الفؤادين حيناً
نغمات تبقى على الأزمان
واهديا ((الحاكيَ)) الصدى في طروس
مبدعات من خلق هذا الأوان
فجميل أنّا نراه تمشّى
صادق النقل في ربى البلدان
وجميل أن يخدم العقل والحكمة
فناً للروح والوجدان
لكأن الأرواح منا غصون
أنتما فوق زهرها بلبلان
أو ورود وخمرة اللحن قطر
أنتما في ثغورها ساكبان
أنتما إن شدوتما طائريْن اللحن
حلواً بروحنا طائران
عشت ((عبد الوهاب)) في أيكة الإنس طروباً ومطرباً في آن
ولدى دولة المهارة في الفن
فخوراً بالعرش والسلطان
أنت في الفن فاتح أدبي
هادم باليَ القديم وباني
وقدير أعطى المعانيَ في الألفاظ
روح الممثل الفنان
قد وُقيت التقليد إذ جئت باللحن جديداً في روعة وافتنان
واسكبيها يا ((أم كلثوم)) دوماً
قطرات من خافق ريان
واجمعي الغرب راقصاً خاصر
الشرق لعوباً في رقة وحنان
وألبسيه من الجدارة والإعجاب تاجاً من البلى في أمان
ولتدمي مليكة أنت للروح إليها كثيرة الإحسان
وهنيئاً لمصر من أمم الشرق، هنيئاً بالملك والصولجان
خلداها في صفحة الحسن في الدهر تُخلدْ روحاكما الهائمان
وارفعا هامها رفيعاً يبارك
منتهى البر فيكما الهرمان
خلدا ((شوقياً)) و ((رامي)) وكثراً
من حماة القريض عذب البيان
أسمعانا الغناء والشعر قد
عادا بروح الإعجاز يمتزجان
فهما منحة لنا وشعور
واحد في الميول يفترقان
ليس قدر الغناء في عالم الروح
وطيئاً في نظرة الإنسان
الرقيق الشعور بل هو أحلى
طيبات الحياة عالي المكان
هو خمر الشعور والقلب والإحساس ضوء في دجية الأحزان
فاسكباها رقراقة ترهف الفكر وتسمو بقلبنا النشوان
واقشعا ظلمة العناء عن الأنفس تشرقْ بنور تلك الأغاني
وأثيرا كوامن الوجد والشوق بنفس المحزون والولهان
إنما هذه الحياة غناء
أو عناء، فأمرها حالتان!
يا هزارين حلّقا في سماء
النفس منّي فحركا لي بياني
دمتما هانئين، طوفا رياض الحسن من كل ناعمات الجنان
واذكرا دوحة الحجاز بخير
فهي من جدبها البلاءَ تعاني
إنها رغم جدبها ذات غرس
طيب كان مورق الأفنان
كم تغنت فيها بلابل باتت
ذات قلب من الأسى نعسان
فامنحاها العزاء شدواً رقيقاً
تتغنى بلحنه، بالأماني
أيها البلبلان لم يبلغ الوصف
مداه بالقول: يا بلبلان
اسمعانا لحن الحياة جميلاً
وصفا لوعة الهوى كل آن!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :790  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج