يا هاته النفس ماذا أنت راغبة |
وأي عيش جديد ترتجين سدى؟ |
أشاقك اليوم ذياك النعيم طوى |
في الملبس الرطب قلباً فيه مبتردا! |
أم هاجك البؤس هذا طافحاً ألماً |
يكوي بجنبيك قلباً ظل متقدا؟ |
أتبتغين حياة الذل ناعمة؟ |
عيش الأذلاء للأحرار كان ردي |
أتسأمين حياة الجد جافية؟ |
من فاته الجد أفنى عمره بددا |
فاستعذبي الشجو يأتيني به أبداً |
تطلّبي مثلاً فوق الذرى انفردا |
واستلهمي الفن أحلاماً مجنحة |
يسمو بها شاعر للخلد قد عبدا |
ولا يرعْك وأوجاع الدنى شيع |
إني بسمع الدنى للبؤس كنت صدى |
فمن يعش بالضمير الحر معتصماً |
هيهات هيهات أن يستشعر الرغدا |
حذار يا نفس ترديد المنى ولعاً |
بما تريدين، كفي واهجري الحردا |
ألا تزالين طول الليل ثائرة؟ |
نامي اهدئي طال عمر الليل وانجردا |
أقلقت مني ضميراً هاج مشتعلاً |
يا وليتاه إذا ما اهتز وارتعدا! |
فاستسمحيه وصلّ الآن تائبة |
واستوح من ملكوت العقل خير هدى |
واستغفري وهلمي عند كعبته |
أمام عزته الكبرى نمد يدا |
وحاذري بعدُ أن تصيبك بارقة |
من الأماني وألا تصحبي الرشدا |
هذا ضميرك لا تغفو نواظره |
مراقب منك ما تأتينه أبدا |