حيوا بأرواح الشباب عزيمة |
جبارة لا تستكين ولا تلين |
لاحت فنُكست الرؤوس مهابة |
لجلالها تنمو بهم حيناً فحين |
ومشت تحرك هاجعاً متدثراً |
بخموله أو جامداً ألِف السكون |
تسعى تروض من الحياة صعابها |
مقدامة تسمو بأفق الناهضين |
هي ـ فالمسوها ـ نهضة في بدئها |
فردية تروي قلوب الظامئين |
ترجو لدينا قوة وتكاتفاً |
حتى تتم بنا كأحسن ما يكون |
هي ـ فانظروها الآن ـ روح حرة |
عربية سلكت سبيل الطامحين |
تواقة للعلم والعلم الهدى |
والرائد الصوّال والحصن الحصين |
واستبسلت تبدي لنا المثل الرفيع |
محبباً في بذلها العزم المكين |
ضحت براحتها وابدت همة |
خضعت لها قسراً مصادمة السنين |
واتت ممثلة لنا في بعثة |
علمية ترجو لنا العز المبين |
فاستقبلوها مظهرين لها الولاء |
حفاوة بجهادها مستبشرين |
ومقدرين اليوم في أفرادها |
رمزاً لتضحية بمجهود ثمين |
يا عصبة من خيرة الشبان نفساً |
غرس خير المصلحين النادرين |
قد شاقها حب الطموح مجيبة |
داعي الرقي كشأن كل النابهين |
خفق الفؤاد لكم طروباً مطفئاً |
بلقائكم حراً من الألم الدفين |
وجرى اليراع مرحباً بقدومكم |
مستلهماً من روحكم شعراً رصين |
مرحى لكم أحييتمو الأمل الكبير |
بنا فكونوا للرجاء محققين |
وصلوا الخطى بثباتكم لا تحجموا |
فنهاية الأحجام إخفاق مشين |
لا تحصروا طلب العلوم لغاية |
محدودة شأن الوضيع المستهين |
بل فاطلبوا النفع العميم لتنشروا |
نور الثقافة بالعلوم كما تكون |
صبراً على الكُرَب الجسام تنالكم |
في سعيكم فالفوز عقبى الصابرين |
الحازمين ولا مرد لبأسهم |
إلا نوال القصد يدنيه اليقين |
هذي قلوب مواطنيكم هزّها |
صوت الوفاء وزفها لكمُ الحنين |
باتت تحوم عليكمو خفاقة |
طفح الحبور بها طروباً مستبين |
أنتم مناها والشبيبة دائماً |
خير المنى ومصادر الخير الهتون |
إن الشبيبة للبلاد عمادها |
هي كنزها الغالي وساعدها المتين |
هي قلبها الخفاق ينبض بالحياة قو |
ية يصبو إلى المجد الركين |
هي طيرها الصداح بات مرفرفاً |
حراً بعزته ومعقله ضنين |
حيوا الشبيبة مأملاً متألقاً |
أمسى يضيء على ثغور القادمين |