شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جَامِعَة الدُّول
أطل يسبح في دنياكِ منطلقاً
فجر تمازج فيه الضوء والأملُ
أهدى رحابَك معناه وشاع بها
نبعاً تفجر دفّاقاً به الوشل
لما ترقرق مخموراً بما حفلت
أصباحه رق في إمسائه الطّفل
وزاحمته على النشوى بلابله
مغردات بما يوحي لها الجذل
واستنطقته الذي يهوى أزاهره
يفيض من جانبيها الشعر والغزل
وداعبته رياح الشوق ناعمة
حيرى تجاذب فيها الميْل والميَل
كأن لمساتها إن مر سانحها
أو فات بارحها في خده قُبل
والأفق يرقص بساماً تهدهده
في مسبح الجو أنداء له حلل
والكون يرجف محموماً وما بردت
أطرافه من لظىً لظّت بها شعل
ولم تزل تتعاوى في مسامعه
هوج الرياح ويستشري به الدغل
وأنتِ فوق يمين الغيب نامية
بين الهوى والمنى ترعاهما المثل
فكان والفجر مأخوذ بروعته
فجراً تفرّد فيه المِثل والمَثل
فجراً تبلج في الأذهان مشرقة
وفي القلوب انتهت برءًا بها العلل
وفي العزائم قد هبّت موحدة
لما تريد فلا وهن ولا جدل
منى العروبة لست اليوم جامعة
محدودة بل منىً ضاقت بها السبل
منىً تنير من الدنيا مسالكها
على الزمان وتستهدي بها الملل
ليست كبار الأماني في بدايتها
إلا الحقائق تبدو حين تكتمل
وليست اليوم مصر فيك واحدة
بما احتفلت بل الأمصار والنِّحل
لبنان والشام فيها والعراق هوى
ضم الحجاز ونجداً ما له بدل
وطاف باليمن الخضراء منتهياً
إلى فلسطين لم يقعد به الوهل
تلك الشهيدة والتاريخ شاهدها
مذ خط أن لديها يعرف البطل
منى العروبة عزت في حقيقتها
بها العروبة واعتزت بها الدول
الحق أقسم في يمناك صارمه
ألا تضيّعه رغم العدى الأسل
والعدل أسفر في مغناك مستوياً
فلا يحور به حب ولا وجل
هاما بمحرابك العالي وقد وقفا
ببابك الحارسان القول والعمل
هذا يبين وذا يمضي على سَنن
من الصراحة لا خوف ولا خجل
يا ايها الأمل الساعي إلى أمل
فذ يقود خطاه الريث لا العجل
إن رافقتك من الدنيا مفاتنها
وصارعتك بها أحداثك الأول
فالزهر يبسم والأشواك عابسة
تحوطه للهوى الزاكي ويشتعل
والنهر يقفز رغم الصخر عاتية
تعوقه للمدى البادي وينتقل
والكون ما زال بين الخير معترضاً
للشر مندفعاً، يجري به الأجل
 
طباعة

تعليق

 القراءات :602  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.