| فيك يا غرفتي الصغيرة أخلو |
| في سكون الليل الطويل بنفسي |
| ولديك أرى الحياة حياة |
| غير تلك التي تلابس حسي |
| غير تلك التي لغيري حياة |
| ولقلبي الممات لو كان يُنسي |
| التي همها الجسوم ولا شيء |
| عداها والعيش عيش التأسي |
| التي في العلا تقلّ طلاباً |
| غير قصد واني العزيمة وكس |
| والتي في الدنى تفيض هموماً |
| هي منشأ همي الكبير وبؤسي |
| أفتدرين أنني أنا فيها |
| غير هذا الحي الطروب المحس؟ |
| أنا فيها ككل من هو فيها |
| عاش مثلي سجين قلب ورأس |
| أنا فيها مكبل ووحيد |
| بين حبس وُقيتِه أي حبس |
| إنه الموت أخمد الروح مني |
| في إهاب مجسّد صار رمسي |
| فنهاري وهو الصدى يتلاشى |
| بين سمع الوجود كان كأمسي |
| في مرائيه، في معانيه، في القائم فيه، في القاعد المتأسي |
| في اختلاطي، في وحدتي وشقائي، في بلائي الذي يطول وتعسي |
| في سروري الذي يراه بعينيه |
| سوائي كما أراه بحدسي |
| فكأن الزمان في كونيَ الضيق |
| أعمى في خطوه في المجس |
| وكأن الأيام في يومها الواحد |
| مرسى أسمائه حيث ترسي |
| وكأن الحياة للناس دوني |
| أمل ما ظفرت منه بلمس |
| أمل في المنى تجد وتبلى |
| فاتني واستعضت عنه بيأسي |
| وكأن الأحياء في العين ظل من شخوص صمر الهياكل شُمس |
| وكأني والناس حوليَ لا هون فريد عنهم غريب بجنسي |
| غربة تكرب الفؤاد وتشقيه إلى أن يقر فيك ويمسي |