رجوناكِ يوماً أن تكوني وكلنا |
إليك حنين ذائب وهيام |
وكنا نظن العيش قربك جنة |
زهاها من الخلد المتاح سلام |
ونضّرها من فتنة الفن والهوى |
هوانا وفن للفنون قوام |
ومتعة ذوق وائتناس وفرحة |
ومنهل إرواء صفا ونظام |
وتنسيق وكر لا يُتاح لأعزب |
وفيْء وإلمام به ومقام |
فكنت ولكن بالذي أنت أهله |
سحاب ولكن السحاب جهام |
وعدت كما نلقى أذىً متلاحقاً |
كأنك في هذي الحياة سمام |
فعدنا نريد العيش عيشاً مجرداً |
كفاه من الدنيا رضاً ولزام |
لقد كنت أو قد عدت للمبيت بوّه |
وللزوج قيداً ران فيه لحام |
فأنت بكون الفن للفن دمية |
تنزّ بما لا يُشتهى ويرام |
وأنت بكون الحس قيد وغفلة |
عن الحس منّي شب فيه ضرام |
قصاراك أن تحيي حياة جديدة |
وليس لها في ما لديك دعام |
فحسبك سخف العيش يرسف في المنى |
مشتتة ما قادهن زمام |
وحسبك من لب الحقيقة مظهر |
جفته فعال إذ بناه كلام |
تفاهة طبع في غرور مركب |
وتركيب نقص ظن فيه تمام |
ومرآة جهل في إطار محطم |
زواها عن العقل الرشيد قتام |
فيا من رجونا وانتهينا لضده |
أتدرين أنا للرجاء حطام؟ |
رماني إليك الضعف بالضعف بادئاً |
ومختتماً فالبدء فيك ختام |
فإن أنت مثلت الطبائع تجتلي |
بغيرك فالباقي لديك هُلام |
وإن أنا سايرت الحياة مقيداً |
طباعي فكوميداك فيّ درام! |
رضيت هوان العيش فيك ألفته |
مخافة يُنهي نفسه فألام |
وقمت مكان الزوج منك بما انتهت |
إلى اثنين يوماً رفقة وطعام |
فيا خيبتي إن قدر اللَّه خيبتي |
طويلاً ومنك السر منه اُسام |
حناناً بإحساس رقيق تمزقت |
عراه ورفقاً بالقرين يضام |
أفي كل حين للتفاهة موقف |
هو العته البادي عليه عُرام؟ |
وفي كل وقت للتقاليد إربة |
خلاها من الجيران دونك ذام؟ |
وفي كل يوم مطلب أو ثجاجة |
وفي كل آن ضجة وخصام؟ |
حرام عليك السخف لا يرتضي به |
حلال، إذا طال المدى، وحرام |
إلا شد ما يلقى أخو الفن عقّه |
وضرّره في كونه ويلام |
يعاب علينا أننا في خيالنا |
شذوذ تناهى ما لديه دوام |
ولو عدلوا قالوا: كمال تقاصرت |
بدنياه آمال له ومرام |
هوينا فأرضينا الهوى في سموقه |
وهُنّا فأشجانا العزاء يقام |
الفنا ضياء العيش نعلي مناره |
فما ذنبنا إن ناب عنه ظلام؟ |