من الحجاز من الأرض التي انبثقت |
منها الهداية ديناً ضوؤه عممُ |
من مهبط الوحي آيات مرتلة |
فاءت إلى ظلها الأعراب والعجم |
صوت يشير إلى الماضي يرف به |
في هالة النور من إيماننا علمُ |
تحية لهوى الدنيا ومخرجها |
من ظلمة الجهل فجراً نوؤه ديم |
لمن أقام هوى الدنيا وأقعدها |
بالحق تعلو به الدنيا وتعتصم |
للمصطفى صانع التاريخ من قدم |
للمصطفى خير خلق اللَّه كلهمو |
فاليوم يعتنق الماضي وحاضره |
بعثاً يثور وذكرى ليس تنفصم |
ذكرى ترفرف في نفس المحب هوى |
وفي الفؤاد طيوفاً فيه تزدحم |
هذا النبي وذي أم القرى أمل |
يسمو ومقتنص يسعى ويحتدم |
تقابلاً في حمى الوادي وساحته |
طريدة ومريداً كله نهم |
واستبسلا واثقاً باللَّه معتمداً |
ورابضاً همه الفتيان والخذم |
حتى قضى اللَّه رغم الشرك نافذه |
فيه قواه بما يقضي به القسم |
بأن تفوز قوى الإيمان مفردة |
عزلاء إلا من الإيمان يبتسم |
وأن تبوء قوى الكفران ناقمة |
حسيرة حفها الإخفاق والندم |
بالخيبة.. الخيبة الكبرى مرجّعة |
صدى الهزيمة يزجيه لها الألم |
فكان ما كان والأيام شاهدة |
إن الذي دام ما دامت به الأمم |
الحق والحق مسبوق لغايته |
بما يؤكد أن الحق مختتم |
تلك الحقيقة في الأيام سافرة |
مهما توارت بها في يومها الظلم |
فاز النبي ومن مثل النبي لنا |
في مشهد القول مثلٌ دام محترم |
فكانت الهجرة العظمى لنا مثلاً |
لو أننا بهداه الآن نتسم |
فالآن يفتتح التاريخ صفحته |
بيضاء تكتبها الأخلاق والشيم |
والآن تستبق الأجيال ماضيها |
والآن تجمعنا الأنساب والرحم |
فما الحجاز إلى السودان منتسباً |
على الزمان تمطى فوقه القِدم |
وما العراق إلى مصر وما حفلت |
وللشآم وللأردن يحتكم |
وما فلسطين رغم الجهد ينصرها |
جهد بلبنان لم تخفر به ذمم |
إلا هدى الدين لم توهن عزيمته |
ودفقة العرق لما يبترده دم |
وصولة اللغة الفصحى مجلجلةً |
رغم العداة هوىً يدعو لها وفم |
هذا شعار ألفناه لدى بلد |
منه استفاض الهوى والشعر والنغم |
فإن يكن في مجال القول منسرب |
إلى النفوس استوت فيها لها النظم |
فإنه القول حقاً ليس ينقصه |
إلا الفعال دعاها الصوت والقلم |
هذا البيان الذي آتت ((محمدَنا))
|
آياتُه، فالحياة الفعل لا الكلم! |