شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مُنَاجَاة الحَيَاة
أنا فوق ثغرك يا حياتي قبلة
قد كنتُ إذ كان ابتسامك صادقا
وعلى دربي روض الطفولة فلة
أهتز في كفيك روحاً عابقا
ومن الصفاء أو البراءة شعلة
أنساب في عينيك ضوءاً رائقا
بين الحفاوة والبشاشة في ربا
ك لقد ولدت وإن بكيت لدهشتي
وعلى بساط اللهو في روق الشبا
ب مشيت فيك فما أعرتك لفتتي
حتى اقتحمت مجاهلاً ومفاوزاً وسط الطريق
خلابة ظلت كلألاء السراب أو البريق
واليوم صرت أيا حياتي قطرة
حيرى تلمّس في خضمك دربها
وبمهجة الليل الكئيبة زفرة
تشكو إلى فجر السعادة كربها
وبوقدة الشمس المضيئة جمرة
حرق الفؤادُ بخورَ حسنك قربها
ومن الظلام لقد أتيت لذا صبو
ت إليه في جنح الدجى وقت الشجون
ولدى سكونك في انفرادي كم جلو
ت السر منك لذا حننت إلى السكون
مستلهماً سراً يكون لنجدتي خير الرفيق
فلقد غدوت ببحرك المتماوج الطامي غريق
أنا بين ماضيّ المنير وحاضري الدا
جي وتحت غمامة المستقبل
متفائل متشائم في فكريَ الدا
مي عراك هائل لا ينجلي
أبداً أظل برحلتي كالهائم الدا
عي إليك بحيرة وتأمل
فلقد رايتك يا حياتي مثل رو
د ذات قلب عابث قلق ضنين
لا تصطفين سوى محب حام حو
لك هائم متفزز لا يستكين
ولثمت فاك فكان خمريّ اللمى حلو الرحيق
لكن نشدت الطهر فيه فما وجدت له عبوق
أنا إن هويتك راشفاً سكر الهوى
من فيك لم يخفق فؤادي للغرام
ولئن ضممتك كاتماً حرَق الجوى
في مهجتي لم انسَ آلام السقام
فإذا جفوتك مستهيناً بالنوى
فلقد وجدت بقربك الموت الزؤام
إني عرفتك لا وحقك بل جهلتك أنت معنىً لست أحسن فهمه
هل كان يعرف يا حياتي لو سألتك غيره.. من كان يجهل كنهه؟
من أنت؟ بل قولي بحقك من أنا؟ فأنا الصديق
المكره الصادي الفؤاد، أنا الأسير أنا الرقيق
أنا من ولدت مزوّداً بهواك يجري في العروق
سأظل حولك ساخراً دهشاً بذياك البريق
متصابياً أُسقى الرضا واُشوى بالحريق
حتى إذا انكشفت ستارتك الصفيقة في المضيق
سأكون ويلك من ضحاياك الرقود بذي الشقوق
وأعود في كنف الخلود أو السما روحاً طليق
 
طباعة

تعليق

 القراءات :654  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج