شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العَظِيْم
صلاح الدين الأيوبي
راقب النجم مطلعاً ومغيبا
واذكر العهد نائياً وقريبا
واهبط القاع من بلاد فلسطين نجوداً محمية وسهوبا
وتخط الزمان يعترك الآن
بنوه لا يشتكون لغوبا
في عراك أفنى الحياة خراباً
ودماراً وشقوة ونضوبا
اللظى والحديد فيه سلاحاه
مطاراً ومسبحاً ودبيبا
للزمان النائي تماثلت القوة فيه تكافؤاً وضروبا
في نضال حديده البأس يشتد جسوماً وعزمة وقلوبا
ولظاه عقائد فعلها السحر انقياداً وصولة وشبوبا
وفعالاً قوامها الخلق الفذ كما كان غالباً مغلوبا
شهدته في أورشليم من العالم أجناسه تضم العجيبا
في جموع تمثل الغرب فيها
حاسر الرأس نادباً مسلوبا
وبدا الشرق باسم الثغر
يختال فتياً فؤاده مشبوبا
فغدت أورشليم كوناً هو الكون حياة وزحمة وشعوبا
فسل الباقيات من أمسها الغابر عن أمسها المليء حروبا
يوم نادى بها لهلال هلالا
واستثار الصليب فيها صليبا
وتمثّلْ دنيا الجهاد وقد طال لديها تحوي العجيب الغريبا
تتمثلْ دنيا البطولة يمتاز بها النادر المثال ضريبا
العظيم العظيم فيها صلاح الدين من عاش عمره موهوبا
والشجاع الشجاع من كانت القوة طبعاً من خصمه محبوبا
والقوي القوي من فاضت الرحمة نبعاً من نفسه مسكوبا
والصديق الصدوق في القول والوعد يرى الإفك والخيانة حوبا
والكريم الكريم من كان في الرفد مثالاً لأهله مضروبا
والذي قام في الحياة مناراً لأولي العزم والعلا منصوبا
يا معير التاريخ من قبَس الخلد ومن روحه سناه المهيبا
العذارى وقيتهم من العار سلاحاً مشرّعاً مرهوبا
والأيامي حميتهم من الذل وأسبغت فضلك المجلوبا
والأساري وذو الطلاب وذو الحاجة كلاً وهبته المطلوبا
فاصطفاك السكسون ندًّا لريتشارد وقد كنت خدنه المحبوبا
وجثا العالم الكبير وأحنى
هامه تحت أخمصيك منيبا
وتغنى الزمان من يوم حطين إلى اليوم بالعظيم طروبا
عبقريّ التاريخ مجّدك الشعر ولا زلت وحيه المكتوبا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :686  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 113 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج