إليكَ وقد أعيا الفصيحَ مقالُها |
وعز على رب الخيال خيالها |
مجلجلة دوّى بذكرك صوتها |
فجلّ بمسماك الحفيل جلالها |
أطلت إلى مرقاك تسعى على حيا |
يشط بها المنأى فيدنيه بالها |
محجبة، ألا عليك، تمنعاً |
على كل ممطول براه مِطالها |
كأن الرياض الخضر في جنباتها |
مرقرقة النداء زاكٍ جمالها |
أفاضت عليها بالمعاني ندية |
وبالعَرف روْحاً نشّرته ظلالها |
فباتت تجر الذيل نشوى طليقة |
تطرّح عنها، ما يطاق، عقالها |
وماست ترود السامقات من العلا |
حقائق ترويها الظبا ونبالها |
فما عاقها دون المقال تثاقل |
ولا عابها عند السماع ارتجالها |
مهللة فرحى بوجهك مشرقاً |
وبالعزمات البيض عز مثالها! |
تنصّ ((الرياضَ)) المستعزة بالفتى |
أتاها ولون الليل في الليل حالها |
أتاها وأحلام الشباب مطية |
تسابق أفعال الرجال فعالها |
وصافحها والسيف يلمع رانياً |
إليها ووجه الفجر في الفجر فالها |
حفياً بها، مهوى الدماء تحدرت |
إليه بها هيهات يهدا اشتعالها |
إلى أن تُرى كالأمس عُليا أبية |
تسامق فخراً حوْلُها وحيالها |
معيداً إليها الأمس يوماً متوجاً |
على غرر الأيام يرويه قالها |
على قدر من روحة العيد ردها |
إلى العيد موصولاً زهاه احتفالها |
وأرواه منها واقد الشوق كامناً |
على غصص لا يستطاع احتمالها |
وقد طال في ليل الحوادث صبرها |
وأكربها ضعف القوى وكلالها |
وإبلاس مدحور وسطوة غاشم |
وكبرة ميئوس شجاه اغتيالها |
وليل وئيد الخطو يزحف عاتياً |
مرير الغواشي طال فيه مطالها |
وحشد من الماضي العتيد تلاحقت |
به سِير الأبطال عزت خلالها |
وعادت فكانت هيكلاً بين هيكل |
رهيب المجالي لا يُحد مجالها |
إليه ألاذت يُرهب الخصمَ صمتها |
وفيه استسرت ما يبين نضالها |
وبين مرائيه إليك تطلعت |
يناديك منها سهلها وجبالها |
فقاعدها الشاكي وقائمها الشجي |
ونازحها القاصي ونجد وآلها |
سواء لديها أو لديك تناوحت |
بأسماعها ريح الصبا وشمالها |
لتدعوك يا عبد العزيز وحسبها |
من القصد يا عبد العزيز مقالها |
كذلك تُستقضى الأماني وقد وفت |
رواية راويها فزال زوالها |
فما الأمد المبدوء منها مجادة |
وعزاً وآمالاً بعيد منالها |
إذا قيس بالخمسين عاماً تزاحمت |
بها صور التاريخ تُروى طوالها |
سوى لحظة العمر المطل على المدى |
كإطلالة الأقمار تم كمالها |
سوى الهمة القعساء عن نظيرها |
وجاوز أحلام الدراري اعتدالها |
وأثخانها بالشامسات عصيةً |
تحايل للإنفاذ فيها مِحالها |
سباقاً إلى مجلى الهداة تنيره |
بصيرة هدي قد توارى ضلالها |
سوى العزم مرهوب الجلاد تكسرت عليه من الأحداث كبرى نصالها |
سوى القدر المخبوء في عالم الدنى |
جلاه من الدنيا إليك امتثالها |
وإيمانها أن الحياة طلابها |
وإنك منها سؤلها وسؤالها |
أمولاي والأعوام تعدو جوافلاً |
ليرسب في قاع الحياة خيالها |
كما لمع البرق المشير إلى الحيا |
واُدرج في الأغوار نسياً جُفالها |
عداك، عدا حظ العظيم تبدلت |
على جانبي ممشاه قسراً خصالها |
فكانت لك الأيام تسعى حوافلاً |
إليك يقود الخطو مهلاً خُفالها |
مرقرقة كالجود طبن سحائباً |
تهطل غاديها وفاضت ثقالها |
مرفهة مرحى تفيأ ظلها |
كما شئت شعب قد ؤوته سجالها |
وطابت لك الذكرى المجيدة نصها |
لأسمى المراقي بالمراقي اتصالها |
مخلدة مثلي تسامق مجدها |
إلى المجد قرّت في ذراه فعالها |
تلقفها التاريخ أفسح صدره |
لها وصغا يشجيه منها اختيالها |
وصافحها الماضي الأغر وقد سمت |
إليه تناهى دلها ودلالها |
مولاي والأزمان يوم تتابعت |
خطاه وذابت في خطاه رمالها |
لك اليوم ندّ الأمس ذكر تكاملت |
علاه وذكرى من علاك اكتمالها |