شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكرى
كان فتح الرياض حدثاً يلتقي في الالتذاذ عبيره وسحره ومفاجآته الخيال والواقع، وها هو ذا شاعرنا الكبير الأستاذ أحمد قنديل يتقدم (( باسم البلاد السعودية )) بقصيدة ألهمته إياها شخصية صاحب الذكرى، بقصيدة من روائع الشعر الحي الجميل.
(( جريدة البلاد السعودية ))
إليكَ وقد أعيا الفصيحَ مقالُها
وعز على رب الخيال خيالها
مجلجلة دوّى بذكرك صوتها
فجلّ بمسماك الحفيل جلالها
أطلت إلى مرقاك تسعى على حيا
يشط بها المنأى فيدنيه بالها
محجبة، ألا عليك، تمنعاً
على كل ممطول براه مِطالها
كأن الرياض الخضر في جنباتها
مرقرقة النداء زاكٍ جمالها
أفاضت عليها بالمعاني ندية
وبالعَرف روْحاً نشّرته ظلالها
فباتت تجر الذيل نشوى طليقة
تطرّح عنها، ما يطاق، عقالها
وماست ترود السامقات من العلا
حقائق ترويها الظبا ونبالها
فما عاقها دون المقال تثاقل
ولا عابها عند السماع ارتجالها
مهللة فرحى بوجهك مشرقاً
وبالعزمات البيض عز مثالها!
تنصّ ((الرياضَ)) المستعزة بالفتى
أتاها ولون الليل في الليل حالها
أتاها وأحلام الشباب مطية
تسابق أفعال الرجال فعالها
وصافحها والسيف يلمع رانياً
إليها ووجه الفجر في الفجر فالها
حفياً بها، مهوى الدماء تحدرت
إليه بها هيهات يهدا اشتعالها
إلى أن تُرى كالأمس عُليا أبية
تسامق فخراً حوْلُها وحيالها
معيداً إليها الأمس يوماً متوجاً
على غرر الأيام يرويه قالها
على قدر من روحة العيد ردها
إلى العيد موصولاً زهاه احتفالها
وأرواه منها واقد الشوق كامناً
على غصص لا يستطاع احتمالها
وقد طال في ليل الحوادث صبرها
وأكربها ضعف القوى وكلالها
وإبلاس مدحور وسطوة غاشم
وكبرة ميئوس شجاه اغتيالها
وليل وئيد الخطو يزحف عاتياً
مرير الغواشي طال فيه مطالها
وحشد من الماضي العتيد تلاحقت
به سِير الأبطال عزت خلالها
وعادت فكانت هيكلاً بين هيكل
رهيب المجالي لا يُحد مجالها
إليه ألاذت يُرهب الخصمَ صمتها
وفيه استسرت ما يبين نضالها
وبين مرائيه إليك تطلعت
يناديك منها سهلها وجبالها
فقاعدها الشاكي وقائمها الشجي
ونازحها القاصي ونجد وآلها
سواء لديها أو لديك تناوحت
بأسماعها ريح الصبا وشمالها
لتدعوك يا عبد العزيز وحسبها
من القصد يا عبد العزيز مقالها
كذلك تُستقضى الأماني وقد وفت
رواية راويها فزال زوالها
فما الأمد المبدوء منها مجادة
وعزاً وآمالاً بعيد منالها
إذا قيس بالخمسين عاماً تزاحمت
بها صور التاريخ تُروى طوالها
سوى لحظة العمر المطل على المدى
كإطلالة الأقمار تم كمالها
سوى الهمة القعساء عن نظيرها
وجاوز أحلام الدراري اعتدالها
وأثخانها بالشامسات عصيةً
تحايل للإنفاذ فيها مِحالها
سباقاً إلى مجلى الهداة تنيره
بصيرة هدي قد توارى ضلالها
سوى العزم مرهوب الجلاد تكسرت عليه من الأحداث كبرى نصالها
سوى القدر المخبوء في عالم الدنى
جلاه من الدنيا إليك امتثالها
وإيمانها أن الحياة طلابها
وإنك منها سؤلها وسؤالها
أمولاي والأعوام تعدو جوافلاً
ليرسب في قاع الحياة خيالها
كما لمع البرق المشير إلى الحيا
واُدرج في الأغوار نسياً جُفالها
عداك، عدا حظ العظيم تبدلت
على جانبي ممشاه قسراً خصالها
فكانت لك الأيام تسعى حوافلاً
إليك يقود الخطو مهلاً خُفالها
مرقرقة كالجود طبن سحائباً
تهطل غاديها وفاضت ثقالها
مرفهة مرحى تفيأ ظلها
كما شئت شعب قد ؤوته سجالها
وطابت لك الذكرى المجيدة نصها
لأسمى المراقي بالمراقي اتصالها
مخلدة مثلي تسامق مجدها
إلى المجد قرّت في ذراه فعالها
تلقفها التاريخ أفسح صدره
لها وصغا يشجيه منها اختيالها
وصافحها الماضي الأغر وقد سمت
إليه تناهى دلها ودلالها
مولاي والأزمان يوم تتابعت
خطاه وذابت في خطاه رمالها
لك اليوم ندّ الأمس ذكر تكاملت
علاه وذكرى من علاك اكتمالها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :648  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج