شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحاسِيس
تتأثر النفس الإنسانية بالصنيع تزجيه النفس الكريمة في صمت وطبيعية وتنفعل أحاسيس الشاعر لهذه المواقف فإذا انطلق فيها فإنما يسجل شعوراً طبيعياً وهزة حتمية الوجود والأثر. والقصيدة نتيجة موقف نبيل لسعادة الفاضل الشيخ محمد سرور الصبان في عام 1361 هجرية بمدينة الطائف وهي موجهة لسعادته.
يعجزني الشكر على سابغ
من فضلك السابق واللاحق
عجز ذوي الحس إذا عبّروا
بالحس لا بالقول والمنطق
عن موقع الفضل بإحساسهم
تترى أياديه ولا تتقي
كالمزن في صوب شآبيبه
دافقه يوصل بالدافق
وأنت أنت الفضل لا تنتهي
بيضُ أياديك إلى عائق
ولا تردّ الرفد عن طامع
في الرفد أو ذي عوز مملق
فمنك صوب المزن هطاله
هذا الندى الباسم للضائق
هذا الندى الخارق فيما أتى
من كرم الأنداد للخارق
وفيك طبع المزن لا يكتفي
بالنزر لا يروي ظمأ المستقي
حتى يرى الآفاق مخمورة
بالأرج الفيّاح والعابق
أو تضحك الأزهار في غصنها
للرافع الرأس وللمطرق
والأرض كالفرحة في سرها
أو كانطلاق الأمل المشرق
ريانة الخضرة بسامة
للكون إذ قال لها صفّقي
واستنطقي السحر أفانينه
واجتذبي الوامق للوامق
واختصري العالم في روضة
أو زهرة أو غصُن مورق
أو نظرة تعرب أو لفتة
أو قبلة كالألق البارق
أو مأمل دانٍ إلى آمل
ينهل في جدواك من معرق
والقلب يرجوك ولا ينثني
عن مَصفَق إلا إلى مَصفَق
والنفس مثل الأرض مخضرة
تسبح في جو المنى الرائق
هذا وأنت اليوم لا يمتري
فيك سوى حاسدك الناعق
والنافس النعمة في بسطها
توليك ما تهوى وما تنتقي
والناهب الرفد طماعاً به
والمسفر العدوان والمتقي
والضاحك السن إذا ما رأى
وجهك يطوي الغل فيما يقي
والكاذب الدساس يخفي الذي
يبديه في مجمعه الضيق
والمبتغي جاهك مستكثراً
والحاسب الرزق على الرازق
والناقد الفكريّ فيك المنى
والحظ والطاقة لم تُسبق
والمبدل الحق وآثاره
بالمين في باطله الزاهق
وأنت لا تغفل عن واحد
من كل من يهوى إلى مزلق
فالكل ما كانوا سوى جاهل
أو فاخر بالحسب الأعرق
أو عاجز قصر عن شأوه
أو طامع ذي حسد حاذق
أو عاطل في الكون ثرثارة
أو ناعب بالليل أو ناهق
هذي صنوف الناس لن يبلغوا
شأوك في مركزك السامق!
يا واهب الفضل إلى أهله
أو غير أهليه بلا فارق
فعل الكريم النفس قد اُشربت
حب الندى الشامل والمطلق
كم مأمل حققت للمرتجي
من قاصد جدواك أو طارق
أو كربة فرجت أسبابها
للواجد المكروب والضائق
بالمال تعطيه أخا حاجة
والجاه تضفيه على المشفق
يا من إذا أحصيت آلاءه
أشرت للجيل وما قد لقي
من نصرك الشبان في سعيهم
في سبل العيش وفي المفرق
لدى مجال الذوق والمنتحى
وفي مَراد العزم للواثق
حتى لقد أمسيتَ رمزاً لهم
وقدوة النابه والسابق
يا من بماضيه وأفعاله
تنطق في حاضره الناطق
أخملت من ساواك في رتبة
أو فاق في منصبه الشاهق
حتى لقد أضحى على رغمه
من بين قصاديك في مأزق!
ما المركز الأسمى إذا لم يكن
بالنابغ الفعّال والحاذق؟
يا واهب الدنيا فنون المنى
وحيدة الملمس والرونق
ما زلت للناس الأولى قدّموا
عبادة المال على ما بقي
المثلَ الحر فأنت الذي
تستعبد المال ولم تفرق
وهكذا المال لدى ربه
وسيلة الأليق للأليق
يا باعث المنحة مستورة
تمتاز في اسلوبها الأرشق
بأنها المنحة لا منة
فيها ولا في فمها المغلق
هيهات أجزيك على ما بدا
من عطفك المرموق والفائق
أوليتني العطف ولما أزل
أمرح في دنياه أو ارتقي
فاستشعرِ الشكر إذا شئته
حاشاك في اللحظ إذا نلتقي
أو في رضا القلب وخفقاته
وفي هواه الناضر العابق
في فرحة النفس وإيمانها
إنك فيما شئت لم تُسبق
أنك فينا الفذ رغم الأولى
أضووا بداء الحسد الخانق
واستنطق الحس إذا ما انتشى
في فيضه المنطلق الدافق
بكل ما يلقاه في كونه
من كونه الساجي وما قد لقي
تلقَ الصدى الحاكي هوى طبعه
في طبعه المنسرب الصادق
طباعة

تعليق

 القراءات :579  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج