شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جهَاد
ألقيت في حفل ضم نخبة ممتازة من الشعراء والأدباء ورجال التربية والفكر بدار الأستاذ السيد محمد حسن كتبي بمناسبة تكريم الأستاذ عبد الوهاب آشي حين إسناد الإدارة العامة لوزارة المالية إليه. والقصيدة استعراض تصويري لحياة هذه الفئة المجاهدة في الصعود بحياة محيطها العامة.
نفضوا القلوب إلى القلوب وأقسموا
يوم الجهاد بأنهم لن يحجموا
وسعوا إلى شرف النضال تهزهم
للساميات عقائد لا تهزم
وتقحموا لجج الحياة فراسب
يطفو وطافٍ يستبين ويقدم
وتقاسموا شتى الحظوظ فعاثر
يكبو ومنطلق لما يتسنم
أطفال حلم لاح فجر حياته
أملاً يطل على الحياة ويبسم
وشباب فكر كاد من عجز المنى
عن أن تكون من الحقائق يهرم
وغراس جيل لو تفيأ نبته
ظلاً لأزهر نَوره المتكمم
الرائدَ المجهولَ كان رعيلُهم
والثابتون على الغلاب همو همو
إن راح أولهم يشق سبيله
قُدماً فآخرهم به يتعزم
أو أن قاصيهم أنين مرزإ
لتوجد الداني له يتألم
ما زالت الدنيا تدور بأهلها
وبهم وهم دون المناهل حُوّم
الفكر في دنيا الحقائق صارم
في كفهم يجلو الصدا ويقوم
والفن في فجر الحياة بروحهم
ألقٌ يمد سنى الحياة ويلهم
والعزم في ليل المنى بنفوسهم
روح يؤزّ وشعلة تتضرم
صمدوا على كر الحوادث سُبّقاً
في غمرة طخياء يغمرها الدم
فإذا الأباطيل العتيدة دونهم
وهماً يطير من الرؤوس ويعدم
وإذا الجهالة بعد طول رسوخها
ركناً يميل مع الزمان ويهدم
وإذا السفاسف والخرافة بعدهم
شبحاً يزول وصخرة تتحطم
وإذا الحياة من الحياة وليدة
تحبو إلى الكون العريض وتحلم
لكأنهم والليل في سدفاته
دنيا من الظلمات لا تتخرم
شهب تَناثرُ في الفضاء ومارج
متوهج ألهوبه لا يفحم
يا نابش التاريخ بين سطوره
عقل ينوء وحجة تتهدم
وهوىً يميل مع المدير فؤاده
نحو الهوى الجاني عليه فيحكم
ومؤرخ الأجيال يومض بينها
من عهدنا الداني سنىً يتلملم
أقصر فحسبك أن يكون لنا به
ماضٍ يطل وحاضرٌ يتكلم
ماضٍ شرقت بذكره متشوفاً
وعليه بت من الأسى أترحم
ماضٍ يشير لحاضر يعيا به
مَن إن تكلم عنه بات يجمجم
يا أيها القلم المطيل صموته
من عيشه العيش الأصم الأبكم
والقابع المفؤود تنثر فوقه
كرب الحياة غبارها وتخيم
والقائل الصوال حين يهزه
لذع الشعور وحسه المتضرم
نفّض عن الأذيال فضل غبارها
وابح إلى الأسماع ما تتكتم
وأثر هوى الماضي الجميل مصوراً
لذوي الهوى ما عن هواك يترجم
ما صاغت الأقلامُ ترهف حرة
إلا هدى الأرواح لو نتفهم
إلا النفوس عن النفوس تكلمت
فحياتها لحياتها تتجسم
يا أيها الأمل استبان سبيله
وثنى الخطى عنه الزمان الأدهم
الشوك دونك عارضٌ مترصد
والطير حولك حائم يترنم
والوِرد صوبك نهب مبترد الحشا
أما على الصادي الهوى فمحرم
حكم القضاءِ من القديم تساءلت
عن سره ألبابنا لا تسأم
رفت تميس على حفافيك المنى
تهتز دانية القطوف وتحجم
ومضت تعاطينا الهوى أطيافها
حلماً يلذّ لو اشتقى من يحلم
إنا إلى ما في جنانك غلةٌ
وجوىً يطول حنينه المتظلم
يا أيها الوطن الحبيب عقيدة
وهوىً يسعره الهوى المتكلم
الغاية الكبرى لديك يجلها
في قلبنا الأمل المليح الملجَم
والآملون بنوك فيك توحدوا
سمطاً يؤلفه هواك الأعظم
لكأنهم قلبٌ توزع اجسماً
وُعرىً من الأكباد ليست تفصم
وكأن مكّة في رحابك طيبة
فيما تريد وما يسر ويؤلم
وكأن جدة في حماك مجسداً
للطائف الزاهي بكفك معصم
وكأنما مجرى العقيق مرنماً
رجع تردده بقلبك زمزم
ما زال بعضك أين كان بقلبهم
كلاً تجمّع غاية تتعظم
فترقب الفجر المطل شعاعه
في العين تومئُ في الفؤاد يدمدم
يا أيها المثل المكرم بيننا
رمزاً يطيب به الولاء ويعظم
إنا نكرم فيه نزعة مطمح
ضخم المنى لسبيله يتقدم
وعقيدة غير الزمان ولم تزل
بين الجوانح حرة تتضرم
ومنى تضيق بها المنى لو أعربت
عما نريد من الحياة وتُلجم
ما أصدق الود الصراح يقيمه
فعل الهوى لا ما يردده الفم
وأجل أخلاق الرجولة ما مضى
في الصمت مُطّرحاً لما لا يلزم
سر الحقائق كونهن حقائقاً
إن الشقاشق في الهواء تضخم
ليس المقيم على الأساس بناءه
كالهادم الدنيا بما يتوهم
ويل العقول من النفوس تزعمت
غرضاً على أقدارها يتحكم
ضاقت دنى الإنسان لولا أنها
أمل يجد وعزمة لا تقدم
وهوت ذرى الأفكار حين تلمست
بين المواطئ ما يقيت ويعصم
فترصد الأيام فيك تطلعت
للفعل تنتبذ المقال وتحكم
واقدم إلى ما شئت كيف يشاؤه
لك من طبيعتك البناء المحكم
يا أيها اليوم المشقق دجية
تسطو وشمساً تستبين وتنجم
الليل أطول ما يمر بقابع
يشكو ويحلم بالمنى ويهوم
والفجر أقرب ما يكون لسائر
وطئ الحصى وسرى يهم ويقدم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :632  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.