شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الورَدة الحمراء
موجهة إلى أخي الصديق الأستاذ حمزة شحاته.
الوردة الحمراءُ يا صاحبي
قطفَتها دونيَ فَلتسعدِ
مدّتْ إليك الثغر في فجرها
بسامة الثغر إلى المورد
خفاقة القلب إلى نهله
عذب الهوى المشرق والموَجد
حساسة الإيمان لا ينتهي
إلا إلى ما قر في الأكبد
والقلب لا يكذبه حسه
رجعَ صدىً للأمس أو للغد
والحظ لا يخطئ أهدافه
في بابها المفتوح والموصد
والحب ما فرق في دينه
بين اختلاف الدين والمحتد
كالروض يحوي الورد فيما حوى
والزهر والأشواك لم تبعد
يا وردتي إن قلت يا وردتي
وأنت في كف سواي الندي
في كف من أولاك من عطفه
العطف مستوراً وفي مشهدي
ومن حباك الحب من فيضه
يبيت دامي القلب كالمسعَد
فيضي على حاضرك المجتلي
الفتنة الفتنة لم تنفد
الفتنة الفذة لا يمتري
فيها سوى العذال والحسَّد
وسامري النجم مطيفاً بها
وعانقي البدر لها مفتدي
ورقّصي الروضة مياسة
تخطر في أغصانها الميّد
وشاركي القمري ألحانه
وسبحي والفجرَ أو غردي
وألهمي الفن حفياً بها
فناً شأى القمة في المصعد
فإن من صافيت في قلبه
دنيا حياة ما بها من صدي
وإنه الطود الذي نحوه
إن مال عاني القلب لم يجهد
يا وردتي كوني كما يرتجى
من الورود الحلوة الخُرّد
في نضرة الورد لا عمرها
وفوق ثغر الغُصن لا في اليد
في ما يُفيض الحسن لا ينتهي
أحمرُه الزاهي إلى أسود
فالأمل السامي إلى فكرةٍ
إن خابَ غاب العمرَ في ملحد
وأنت يا من لا أسمِّي اسمه
فغاية التعريف للأبعد
يا أقرب الناس إلى مهجتي
والروح والفكرة في منهد
أحببت فيك الحب لا غاية
فيه سوى الحب إلى مهتدي
وعشت منك العمر في فتنة
موصولة الفرحة والمولد
وقلت فيك القول أغزو به
قلب حبيب أو غوٍ معتدي
وذقت حلو الود يسخو به
روح إلى الأرواح كالفرقد
صن وردة ما كنت في قطفها
بالخاطف الجافي ولا المجتدي
ولا الغرير القلب والمجتوَى
ولا الخسيس الطبع أن يزهد
فإنها الوردة في سرها
سر الهوى المستتر السرمدي
وإنها الفتنة ولاّدة
لا تنتهي إلا بما تبتدي
وإنها الحيرة فتانة
يضل فيها هديه المهتدي
محتفلاً بالتيه في تيهها
الواحد الزاخر بالأوحد
وإنها يا طيبها! إنها
كل الذي يرجوه ذو مقصد
عاب عليها بعضهم إنها
ملحاحة العَرض على المجهَد
وقال ناس ليتها لم تكن
قريبة المأخذ للورّد
لكن من عاب على غرة
منها ومن قال على مشهد
ما كان إلا حاسداً مبتلى
أو خائباً ذيد عن المورد
قد ألف الحرمان في حكمه
بينهما أعمى فلا يهتدي
يا ناهب الجنة مستمتعاً
بالبارد العذب وبالأبرد
وباللظى الفاتن في وقده
الثائر الرجّاف طوع اليد
اللَّه أعطاك أجاويده
والحسن قد حاباك بالأجود
يفتقد النعمى أخو فاقة
والدفءِ، من بات بلا مرقد
فالجنة الحلوة لا تُشتهى
ولا تُرى إلا من المبعد
الليل قد طال على شاعر
كالليل يلقاه على موعد
كالليل في دنياه مخمورة
بالأمل السارح من مرصد
كالليل في تقواه مزهوة
بالقائم الهائم في المعبد
كالليل في بلواه منثورة
تسخر بالرشد وبالمرشد
كالليل للأنفس عريانة
رغم رداء العقل والمرتدي
كالليل في كل أفانينه
فيما نضا أو لف من ابرُد
يلقاه للنجوى وبث الأسى
وللهوى الرائح والمغتدي
لكل ما يُرهب أو يفتدى
في كونه الفنان لم يزهد
هذي حياة الفن ضاءت بها
هدياً حياة العبد والسيد
وتلك دنيا الروح ذابت بها
شأواً خُطى العدّاء والمقعد
اتسعت فالقلب في ساحها
كالقلب والفاجر كالمهتدي
فالغور والقمة والمرتقى
طي صعيد واحد أوحد
هيهات يعرى الجسم يا صاحبي
من روحه والروح من موقد
أو يدع الفنان أحلامه
أو تخضع الأحلام للمقود
أو يستر الوردةَ عنا الشذى
يندس كالأجساد في المجسد
حتى يخي السر إلى ربه
ويسكن الموجود في الموجِد
 
طباعة

تعليق

 القراءات :670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.