لسنا من المجد في أعلى منارته |
أو في الطريق قطعنا منه ما عظما |
لكنما نحن شعب يرتجي أملاً |
ضخماً وأرقى أماني الشعب ما ضخما |
ومن رجا وسعى بالجد متشحاً |
بالصبر مدّرعاً نال المنى نِعما |
يا قومنا ليس من أمسى يقول لنا |
إنا بأفق المعالي منصفاً حكما |
إنا وحق عيون الحق لامعة |
لدى الحقائق لم تظفر به زعما |
لما نرافق شعوب الكون طائرة |
لما نؤسس مقاماً في العلاء سما |
فلا تقولوا، وقد أرضى الصواب ضحى هذا اليراع، يراعاً جائراً ظلما |
هذي مقالة حق جد صادقة |
من شاعر صادق في كل ما نظما |
يا قومنا الآن حلّقنا بناظرنا |
وقد مددنا ضعيفاً ذلك القدما |
فجردوا الجد من أغماد أنفسكم |
ولتنفروا كتلاً واستنفروا الهمما |
قوموا نجدد من المجد التليد لنا |
مجداً طريفاً يباري عزه الأمما |
أحيوا الجدود مفاداة وتضحية |
روحاً كبيراً وعقلاً ناضحاً حكما |
وابنوا على النسق الأسمى حضارتنا |
واستلهموا الشرق حياً خير ما رسما |
واستلهموا النسق العصري ما نطقت |
فيه البراعة والإعجاز فانسجما |
خذوا من الغرب ما رف الجديد به |
روحاً جديداً تسامى اليوم محترما |
خذوا العلوم على الطرز الحديث، خذوا منه الفنون، خذوا الأفكار والنظما |
خذوا الصناعات والأعلاق منه، دعوا |
ما لم يكن وجلال العرب ملتئما |
ولتنفروا عن سموم منه أفتكها |
ما خالف الدين ما قد خالف الشمما |
ما ضر أستاذه بالأمس إن أمرت |
أزمانه فأتاه اليوم واحتكما؟ |
هل عاب من قلد الرئبال حين غدا |
صياده أنه حاكاه فاقتحما؟ |
الفرد بالفرد يستهديه مكتمل |
والناس بالناس شادوا الكون لا جرما |
إن تشتكوا الجهل سداً حائلاً فلكم |
مدارس لو أرته الصدق لانهدما |
مدارس قلة في العد، واحدة |
في النوع، باكية روحاً بها سقما |
فاقضوا الحقوق وقووا من دعائمكم |
ركناً ضعيفاً وشدوا أزره كرما |
وابنوا المعاهد شتى في تنوعها |
إن المعاهد للأوطان خير حمى |
هي المعاقل في أقوى مناعتها |
هي المنارات يسري ضوؤها عمما |
إن تشتكوا العدم جدباً في مرابعكم |
لم تعدموا العزم يستسقي الغنى ديما |
تبارك العزمُ في أقوى طبائعكم |
لو صاحب الرأي والتدبير فالتأما |
فاستثمروه لأعلى مقصد خطر |
وهذبوا النفس والأفهام والشيما |
ولتنشروا رمم الأخلاق بالية |
تستصرخ الحر تستبكي الفؤاد دما |
فإنما الخلق العالي لصاحبه |
للشعب في هذه الدنيا سلاحهما |
مرحى شبابَ بلادي المستعز بها |
من قد تجاروا إلى نيل العلا قدما |
من كل حرّ أديبٍ كاتب لبقٍ |
أو شاعر روحه قد لابس الكلما |
سيروا كما رسم الروح النبيل لكم |
نهجاً شريفاً وقصداً سامياً عظما |
ولا تنوا الآن لا تستفردوا فرقاً |
قد هاجم البغض فيها الحب فاختصما |
وناضلوا العجز وهماً في عقيدتنا |
واستأصلوا كلّ داءٍ يضرم الألما |
من الجهالات كثراً في تفاوتها |
من الخرافات تبكي تضحك الفهما |
من الخمول عريقاً في تقادمه |
من الجمود بليداً طال واحتكما |
من كل ما نشتكي من كل ما زخرت |
به الحياة التي كانت لنا عدما |
لا تحجموا اليوم لا تخشوا مغالبة |
فاللَّه نزّه منكم هاته الذمما |
لا تنكصوا دوننا عن واجب جلل |
لا تشتكو الأين لا تستشعروا السأما |
إن اليراعات باتت في أناملكم |
مثل الأسنة تفري الجيش منهزما |
سيان عند اكتساب المجد من قِدَم |
من شرّع الرمح أو من فوّق القلما |