شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا قلب
دعِ الْمَذَاهِبَ.. في مَسَارِبِها
تلمَّستْ بين أَوضارِ الثَّرى نَفَقَا
فاليومَ تَنْبَعِثُ الذِّكرَى.. مُدَوِّيَةً
شَأَى الزَمَانُ بِهَا فَوْقَ المَدَى.. وَرَقَا
عِطْرِيَّةَ النَّفْحِ.. لا تَنْفَكُّ سِيرتُها
فِي عَيْنِ مَنْ رَاءَ.. أَوْ فِي ثَغْرِ مَنْ نَطَقَا
فالهجرةُ الهجرةُ الكُبْرى مَنَارُ هدىً
لِلَّهِ.. للدِّينِ.. للإِسلامِ مُنْطَلَقَا
مَشَتْ على سَنَنِ التوحيدِ.. هازِجةً
تَأَطَّرَتْ بين أَدْرانِ الجهادِ.. تُقَى
وَضَيئَةَ النَّهْجِ صانَتْ فيه سالِكُهُ
ما حَادَ عنْه.. وأَقْصَتْ عنه من مَرَقا
يشْدُو بآياتِها التاريخُ.. قد حَفَلَتْ
أَسْفَارُهُ بجلالِ الحقِّ.. ما زَهقَا !
* * *
يا قلبُ لا زلتَ عمْراً في مَسَابِحِها
هَفَا بِجَنْبَيَّ مَسْبوقاً ومسْتَبِقَا
دثَّرْتُهُ بالهَوَى طِفْلاً تُراوِدُهُ
رُؤَى الطَّفولةِ حُلْماً بالْهَوَى عَبِقَا
فاكْتَنَّ يَسْبَحُ في أَمواجِه مَرِحاً
وافْتَنَّ يَمْرَحُ في أَجْوائِه.. طَلْقَا
وهَدْهَدَ الحُبَّ عُذْرِيًّا.. يُرتِّلُهُ
شِعْراً تَجَاوَزَ حَدَّ السَّمْعِ.. مُسْتَرِقَا
إِلى النفوسِ تَرَجَّتْهُ.. مُهَلِّلَة
ولِلْقلوبِ تَلَقَّتْهُ هَوىً.. غَدِقَا
حتّى إذا شَبَّ عن طوق المُنَى أَمَلاً
ورَادَ مَرْعَاهُ.. حِسًّا شَبَّ.. مُنْدَلِقَا
أَلقَى الزِّمَامَ إِلَى كفِّي مُعَرْبِدَةً
أَصْداؤُه في كيانٍ ضلَّ مُنْزَلِقَا
وقال: حَسْبُكَ أَنِّي عِشْتُ مُحْتَقِباً
وَهْماً.. وَأَوْفَضَ دوني سادِراً.. نَزِقَا !
* * *
يا قلبُ.. قد فاتَ ـ مَالاَ كان ـ وَأَنْفَرَطَتْ
أَيّامُه ذكْرياتِ العُمرِ ـ مُحْتَرِقَا
هذا مجازُكَ فاعْبُرْهُ.. مطرَّزةً
لدى الجِنانِ َمَمَاشِيْهِ.. وقد أَنِقَا
بالحبِّ.. لوناً عَلِيَّ القَدْرِ مُنْتَسِباً
إلى السَّمواتِ.. لا دُوْناً ـ ولا زَلِقَا
بالطهْرِ معنىً رقيقَ السِّتْرِ.. مُنْسَدِلا
على الجَوانحِ رُوحاً شَبَّ مُصْطَفِقَا
بما تُكِنُّ.. بما تَهوَى مشاعرُنا
أَلْقَتْ إلى دَرَن الدنيا هوىً قَلِقَا
واسْتَبْدَلَتْهُ بِصافٍ من هِدَايتِها
مَرْجُوَّةَ العفوِ عمّا غابَ.. مُفْتَرِقَا !
* * *
يا قَلْبُ.. يا أُلْفَتي في العُمْر.. رائدةً
مُرْتَادَةً من حياتِي كلَّ ما خَفَقَا
إِنَّا بساحِ رسولِ اللّهِ.. يَغْمُرُنا
فَيْضٌ تَبَلَّجَ عن رَجْراجِهِ.. فَلَقَا
فيضٌ من النُّورِ.. يَعْلُو في مداركِهِ
عن النواظرِ.. لَمْحاً.. والنُّهى.. أَلَقَا
في بُقْعَةٍ طَيَّبَتْها الصالحاتُ هَوىً
للصالحاتِ مثالاً في الوَرَى سَمُقَا
فَصِلْ صَلاَتَكَ نَجْوىً.. عَزَّ رائِقُها
قَصْداً.. وجَلَّ صَداها فيك مُنْبَثِقَا
وقُلْ لِحُبِّكَ زِدْني في رضاكَ جَوىً
ففي جَوَاكَ رَضِيْتُ الأَيْنَ والأَرَقَا !
* * *
هذِى مُنَاكَ تَنَاهَتْ في حقيقتِها
معنىً ـ ورادَتْك مَجْلىً ما أَشْتَكَى رَهَقَا
فَالْفَجْرُ بالمَسْجِدِ المَحْفوفِ زائرُهُ
بالطِّيباتِ طيوفاً.. رَفَّ وأْتَلَقَا
والهَدْيُ بالرَّوضةِ الغَرَّاء مُشْرِقَةً
كالسّحْرِ رَقَّ نَدِيًّا ـ ناصعاً ـ يَقَقَا
والوَجْدُ من هَمَسَاتِ الذِّكرِ مُرتَشِفاً
عَرْفَ الجِنانِ.. هَفَا للخُلْدِ واصْطَفقَا
والفَيْضُ في سَبَحَاتِ الروحِ خاشَعَةً
قد نَضَّ وَاسْتَبَقَ الإِحْسَاسَ وَانْدَفَقَا
والرُّوحُ في الحَضْرَةِ العَلْيَاءِ لاثِمَةً
جَوَّ النُّبُوَّةِ.. إِيماناً بها نطَقَا !!
* * *
هذا صِراطُ حَبِيبِ اللَّهِ سَيِّدِنا
مُحَمَّدٍ من دَعَا التَّارِيْخَ فَانْطَلَقَا
مُسَطِّراً ذَهَبِيَّاتٍ مُخَلَّدةً
على الزمانِ بها جَازَ المَدَى سَبَقَا
أَزْجَى السَّلامَ إلى الدنيا وحَبَّبَهُ
للكونِ بَعْثاً.. وزان الحُبَّ حيثُ رَقَا
وطَهَّرَ القلبَ موصولاً بِبَارِِئِهِ
مُبَرَّءاً.. قد تحاشَى الجَوْرَ والْمَلَقَا
ومَدَّ للرُّوحِ مِعْراجاً تطوفُ بهِ
أُفْقَ السَّمواتِ.. فَجْراً.. والدُّنَى ـ شَفَقَا !
* * *
هذا العزيزُ الذِّي نارَتْ هدايتُهُ
للحقِّ نَهْجاً غدا من بعدِهِ طُرُقَا
الناشرُ الوَحْدَةَ الكُبْرَى لأُمَّتِهِ
أَمْسَتْ على كرَّةٍ من عهدِهِ فِرَقَا
والباعثُ القُوَّةَ العُظْمَى لِرائدِها
بما جَلاَهُ يقيناً راسخاً.. صَدَقَا
أَفْنَى قُرَيْظَةَ.. وأَسْتَخْذَتْ لِعِزَّتِهِ
بَنُو النَّضِيْرِ ـ ومَادَتْ خَيْبَرٌ مِزَقَا
وطالَ ذُلُّ يَهُودٍ في الوَرَى بَدَداً
عاشَتْ تُعانِيْهِ.. لولا هَوْنُ مَنْ لَحِقَا
هذا الحَبِيْبُ الكريمُ.. المُجْتَبَى أَلَقاً
والمُرْتَجَى.. غَدَقاً.. والمُصْطَفَى.. نَسَقَا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :914  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج