شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السيرة الذاتية
نسبه: (1)
حياة القنديل في سنيها الأولى يكتنفها الغموض، شأنه في ذلك شأن الكثير من معاصريه، الذين ولدوا وشبوا قبل اكتمال الوعي، وازدهار الحضارة في العصر الحديث، ومن ثم لم يكن التأريخ له في مقتبل عمره بالأمر الهيّن، فالمراجع صامتة، وأكثر من يوثق بهم، ويعتمد عليهم من آله وذويه هم الآن في ذمة التاريخ.
وقصارى ما نأتي به ههنا، إن هو إلا نتف نتصيدها من بعض المراجع، أو نتلقفها من أفواه معاصريه، ونحن مضطرون إلى أن نقنع بها حتى يجود الزمان بمن أو بما يلقي على بداية حياته مزيداً من الضوء. وبالله التوفيق.
وعلى كل فهو أحمد بن صالح بن أحمد العبيدي الملقب بالقنديل نسبة لقنديل الحي (2) .
مولده ونشأته:
في (العلوي) من محلة اليمن بجدة، وفي ذلك البيت الشعبي الكبير، رزق مدرس القرآن الشيخ صالح أحمد قنديل بابنه الثاني (3) أحمد فشب هذا الطفل في بيئة دينية شعبية، إذ إن والده كان من أشهر المقرئين بمدرسة الفلاح، ومن أبرز المأذونين الشرعيين في جدة. وهذا ما جعله يعمل على غرس الروح الدينية في نفوس أبنائه، وقد تمثّل ذلك في فهم القرآن وحفظه، وتكرار تلاوته، وفي المحافظة على فرائض الدين، وأدائها على أكمل وجه، وفي حسن المعاملة والمودة مع الناس عامة، ومع أفراد الأسرة بصفة خاصة (4) .
أما بيت القنديل فيقع في حي شعبي مشهور، يحيط به سوق العلوي، وتحف به بيوت شعبية خاصة بالطبقة الوسطى من المجتمع، يغلب على أهلها الطيبة والتبسط والتآزر، حتى غدا أهل ذلك الحي كأنهم أسرة واحدة (5) .
أما بالنسبة لسنة مولده، فقد اختلف بعض المؤلفين فيها اختلافاً يسيراً، فمنهم من يذكر أواخر عام 1329هـ (6) تاريخاً لميلاده، ومنهم من جعل ميلاده سنة 1330هـ (7) ، ومنهم من يقول إنه ولد سنة 1332هـ (8) . ومن المرجح أن أصوب تاريخ لميلاده هو التاريخ الأول، وذلك لأنه التحق بمدرسة الفلاح سنة 1336هـ، ولم تكن من عادة الآباء في تلك الفترة إلحاق أبنائهم بالمدارس في سن مبكرة دون السابعة، وسنرى فيما يلي كيف كانت نشأته العلمية.
عندما بلغ القنديل السابعة من عمره ألحقه والده بمدرسة الفلاح كما ذكرنا، تلك المدرسة التي تلقى فيها علومه الأولى، وفيها نمت مداركه بألوانها المختلفة، لغوية، ودينية، واجتماعية، زهاء تسع سنين حيث تفتحت فيها مواهبه، وتأصلت ثقافته وهذا القول موثوق به على الرغم مما ذكره عنه صديقه الحميم حمزة شحاتة إذ قال:
(وحظ قنديل متواضع مثله، وفيه دليل على أنه مظلوم النشاط والكفاءة، والذنب في هذا ذنب إمعانه في بلديته، وذنب استسلامه واطمئنانه فقد كان حين كان تلميذاً راضياً بقسمته، وراضياً عن حكم أساتذته فيه، قد يقضي في الصف الدراسي أعواماً، ما تندت من فمه كلمة اعتراض، أو احتجاج، أو تظلّم، حتى تدفعه الصدف إلى صف غيره، أو تدحرجه درجة. ولا أحسب أن تلميذاً أبلى من عمره في الدراسة مثلما أبلى من عمره في الدراسة، فقد دفعه أهله إليها قبل أن تنبت أسنانه، وغادرها بلحية تسترسل على صدره، تفترش معظمه وسائره) (9) .
وهذه السطور تعتبر لوناً من الدعابة والتندر من صديق لصديقه، ولا يقصد بها أي معنى مما يوحي به ظاهر الألفاظ، فهذه مغالطة خفيفة الظل لا يراد بها إلا الفكاهة البريئة بالتصوير الكاريكاتوري، وآية ذلك أن القنديل قد أمضى في مدرسته السنوات المعتادة، ولم يغادرها بلحية تسترسل على صدره ـ كما قال عنه صديقه ـ وفي هذه المقالة إشارة إلى شعبية الشاعر، وبلديته كما ذكر.
ثقافاته:
للثقافة أثر كبير في صقل المواهب واتساع المدارك، مما له أكبر الأثر في تجويد الشعراء.
ولكي نلقي الضوء على ثقافة القنديل لا بد من الإشارة إلى المنهل الذي استقى منه معارفه، ونبدأ بالمدرسة التي تلقى فيها علومه الأولى وهي (مدرسة الفلاح الأهلية) التي كانت هي ومثيلاتها من المدارس الأهلية ـ كالمدرسة الصولتية 1292هـ، والمدرسة الفخرية 1296هـ ـ منهلاً للعلوم هيأ للبلاد خيرة الرجال المثقفين، الذين كانوا هم الطليعة التي اعتمدت عليها المملكة العربية السعودية في نهضتها (10) .
قام محمد علي زينل بتأسيس هذه المدرسة في جدة في 9 شوال عام 1323هـ، الموافق 7 ديسمبر عام 1905م، ثم أسس بعد ذلك بست سنوات تقريباً فلاح مكة عام 1330هـ، الموافق 1912م. وما شاركه في هذا إلا نفر قليل من صفوة الأصدقاء أمثال محمد صالح جمجوم، ومحمد حامد أحمد الحسين، وعبد الرؤوف جمجوم، أولئك الذين ساعدوه في تأسيس (فلاح جدة). ولكن عبء الإنفاق، وتوفير احتياجات المدارس، كان مقتصراً على نفقة المرحوم محمد علي زينل، اعترافاً بنعمة الله تعالى عليه من تجارة اللؤلؤ. وكان الهدف من تأسيسها ما أشار إليه الأستاذ محمد أحمد الشاطري بقوله: (لقد كان مؤسسها يرمي إلى إنشاء جيل مسلم جديد، يخدم وطنه، ويطبق تعاليم دينه، ورفع مستوى التعليم عموماً. ويهدف أيضاً إلى تخريج علماء إسلاميين، يقومون بنشر الدعوة الإسلامية، ويدفعون عنه الشبهة التي ترد عليه، ويحفظون للإسلام علومه ومبادئه، ويحملون شريعته، ويطبقون أخلاقه، ويجددون شبابه) (11) .
أما المنهج الدراسي لهذه المدارس التي انعقدت عليها الآمال، فهو ما ذكره الدكتور محمد الشامخ بقوله: (كانت الدراسة في مدرسة الفلاح تتكوّن منذ عام/1323هـ ـ 1905م حتى عام/1334هـ الموافق 1916م من ثلاث مراحل، ومدة كل منها ثلاث سنوات، وهي: المرحلة التحضيرية، والمرحلة الابتدائية، والمرحلة الرشدية.
وكانت المواد والمقررات التي تدرس بها حينئذ تشمل المواد التالية:
الهجاء، والقرآن الكريم حفظاً وتجويداً، والتفسير، والفقه كل على مذهبه، والحديث، والتوحيد، والسيرة، والإملاء والخط، والنحو والصرف، والبلاغة والإنشاء، والمحفوظات والتاريخ، والجغرافية، والحساب، ومسك الدفاتر متدرجة من مرحلة إلى مرحلة مع أعمار الطلاب. وقد أحاط بذلك الدكتور محمد عبد الرحمن الشامخ في كتابه (التعليم في مكة والمدينة) (12) .
هذه المواد المركزة التي درسها الشاعر كان لها أكبر الأثر في تكوين ثقافاته وصقل مواهبه، واتساع مداركه، وخاصة القرآن الكريم لما لها من بالغ الأثر في تقويم اللسان، ونصاعة البيان، ونمو اللغة، وتهذيب الأساليب. وهذا ما نلحظه في بلاغة الجيل المنصرم، جيل السباعي والغزاوي، وفي مصر جيل المنفلوطي، والرافعي، والزيات، وأحمد أمين، وفي سوريا ولبنان جيل الحصري والخطيب فضلاً عن أمير البيان شكيب أرسلان.
أما ميول القنديل الأدبية فقد غرستها ونمتها في نفسه مطالعاته الواسعة، وقراءاته الخاصة، فقد كان شغوفاً منذ نعومة أظفاره بقراءة القصص، والسير الشعبية كسيرة عنترة، وأبي زيد الهلالي، وسيف بن ذي يزن، وغيرها (13) . كما كان ميّالاً إلى الإلمام بأحداث التاريخ، وأساليب المنطق، وقواعد النحو، محباً لآداب اللغة العربية، فقد درس المتنبي وابن الرومي والبحتري، ولم يفته قراءة التراجم العديدة لبعض أدباء الغرب كشكسبير، وبايرون، وجيته، وموليير، ونيتشه، وغيرهم (14) .
وكان يتابع بحرص وشغف الحركات الأدبية في مصر والمهجر، ويلمّ بإنتاج الأدباء في هذه وتلك. ولهذا كان واسع الأفق، غزير المعارف، وقد أكّد ذلك أحد معاصريه وهو الأستاذ محمد علي مغربي. فحينما سألته أن ينشر لنا من صفحاته المطوية ما يعلم، قال: (أحمد قنديل هو من الجيل الثاني من روّاد الأدب في الحجاز، تلقى تعليمه في مدرسة الفلاح بجدة، ثم عمل أستاذاً بها، وكان كثير القراءة والاطلاع، يتابع الإنتاج الأدبي لأدباء عصره، وكانت الزعامة الأدبية في ذلك الوقت قد استقرت في مصر، فكان يتابع ما ينشر لأدبائها أمثال العقاد، والمازني، وطه حسين، وأحمد أمين، وشوقي، وحافظ، والمطران، وغيرهم. كما كان لديه اطلاع على الأدب القديم. وأذكر أنه كان يحتفظ بنسخة من كتاب الكشكول، الذي يحتوي على كثير من الطرائف في الأدب العربي القديم، وكان يقرأ كذلك الكتب والقصص المترجمة عن الآداب الغربية، فهو واسع الثقافة) (15) .
وقد رغب في تعلم اللغة الإنجليزية بعد كبره، فالتحق في أثناء وجوده في مصر بـ (فكس سكول) فترة، ثم انقطع عنها. ورغم قلة حصيلته في هذا المجال فقد كان يأتي ببعض القصص الإنجليزية، ويحاول ترجمتها (16) . وهكذا كان يطلب لنفسه الكمال الأدبي ما استطاع إليه سبيلاً، ومما ساعده على الإفادة من تلك الثقافة، قوة حافظته، وميوله لأدب التراث، ذلك الأدب الأصيل، الذي حفظ منه الكثير عن ظهر قلب (17) ، والذي أمده بثروة لغوية وجمالية، ساهمت في تنمية موهبته الشعرية.
شيوخه وتلاميذه وأصدقاؤه:
أما أساتذة القنديل الذين تلقى على أيديهم العلوم في مدرسة الفلاح، فأشهر من عرفنا منهم:
أحمد سرحان (18) ، ومحمد المرزوقي (19) ، والشيخ أحمد يوسف (20) ، والشيخ أحمد حصري (21) ، والشيخ حسين مطر (22) ، وعمر حفني (23) ، وعبد الوهاب نشار (24) ، وأحمد أبو ريا (25) ، والشيخ صالح قنديل والد الشاعر.
وهم شيوخ أفاضل على قدر كبير من الثقافة والعلم والخلق القويم.
أما تلاميذه فكثيرون، ومن هؤلاء، محمد إبراهيم مسعود (26) ، أحمد جمجموم (27) وحسن نصيف (28) ، وغيرهم. وقد وصل هؤلاء في الوقت الحالي إلى أعلى المراتب والدرجات.
وأما أصدقاؤه، فعديدون وكان ألصقهم به الشاعر حمزة شحاتة وعمر عبد ربه، وعمر هزازي، ومحمد سعيد عتيبي، ومن أصدقائه الذين شاركوه رحلاته: سليمان الدخيل، ويوسف عابد، وسراج زهران، وغيرهم.
رحلاته:
كان القنديل من المغرمين بالرحلات، لذا فقد رحل إلى مصر وبيروت وأوروبا واليونان وإيطاليا وسنغافورة والصين وفيما يلي تفصيل ذلك.
رحل الشاعر إلى مصر رحلات متكررة، لأغراض متعددة وكانت أخراها رحلة إقامة.
أما أولاها فكانت للعلاج، وذلك في السادس من ربيع الآخر سنة 1346هـ حيث أقام هناك مع صديقه الشاعر حمزة شحاتة، ولما عاد سجل مشاهداته عن مصر في كتاب أطلق عليه (كما رأيتها) وكذلك كانت رحلته الثانية، فقد سافر إليها سنة 1368هـ.
أما رحلته الثالثة إليها فكانت عام 1370هـ ومنها سافر إلى لبنان، ومكث بها بضعة أشهر مع بعض زملائه، حيث تفرّغ خلال تلك الفترة لطباعة بعض دواوينه، وهي ديوان (أصداء) و (أغاريد) و (الأبراج) التي طبعت بدار المكشوف، وقد مكث في بيروت إلى 16 رجب من العام نفسه.
أما رحلاته الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة إلى مصر فكانت على التوالي في الأعوام 1372هـ و 1374هـ، و 1375هـ، و 1377هـ، و 1378هـ، وفي رحلته الأخيرة أسس شركة مكة التجارية. وفد رحل الشاعر سنة 1960م إلى الإسكندرية، ومنها إلى القاهرة حيث استقر بها فترة من الزمن.
وفي حديثنا عن مصر أشرنا إلى بعض رحلاته إلى لبنان وكان قد رحل إليها في السابع من ذي الحجة 1373هـ للعلاج مع عائلته.
وسافر الشاعر إلى السودان في الثالث من ذي الحجة عام 1365هـ حيث أقام في الخرطوم ثلاثة أشهر ثم رحل إلى(بورسودان) في الثالث من ربيع الأول 1366هـ.
كذلك كانت له رحلتان إلى أوروبا بغرض الترفيه، وكانت الأولى في الثاني عشر من جمادى الآخرة عام 1372هـ، وقد رافقه في رحلته هذه صديقه عمر عبد ربه، وقصدا إيطاليا وسويسرا وفرنسا وإنجلترا، ومنها عاد إلى لبنان، ثم إلى مصر، ثم إلى الحجاز في السادس من رمضان 1372هـ. أما رحلته الثانية إليها، فقد كانت في الرابع عشر من أكتوبر 1954م مع بعض أصدقائه. ثم عادوا بعد جولة في فرنسا وإنجلترا وألمانيا في الرابع عشر من نوفمبر 1945، ومنها اتجهوا إلى مصر، ثم جدة عام 1374هـ.
وفي عام 1960م قام مع عمر عبد ربه برحلة إلى اليونان، ومنها عاد إلى الإسكندرية في العام نفسه (29) .
شخصيته وصفاته:
لقد أورد المغربي وهو من أصدقاء القنديل المقربين بعض صفاته الجسمية، التي اتسم بها، إذ كان معتدل القامة، أقرب إلى القصر، أسمر اللون شديد السمرة، ممتلئ الجسم، واسع العينين، مرسل الشعر (30) .
أما صفاته العقلية والخلقية فمن أبرزها الذكاء، وظرف المعشر، ودماثة الخلق، والتواضع، فهو يخاطب الصغير والكبير، والغني والفقير، والمتعلم والجاهل، بأسلوب سلس كلاً على قدر عقله ومن ثم نراه يأسر قلوبهم، وينال محبتهم.
وشاعرنا وفيّ بكل معنى الوفاء، يعرف معنى الصداقة ويحرص عليها، فلا يتقاعس عن واجباته تجاه أصدقائه، فيصلهم ليطمئنّ على أخبارهم، وقد شهد له بهذا الوفاء ابنه أمل، ونفز من أصدقائه الخلّص أمثال عمر عبد ربه، وعمر هزازي وغيرهم.
وهو منظم في حياته، دقيق في مواعيده، لا يزور ولا يزار إلا بموعد يحرص على المحافظة عليه. ثم إنه يميل إلى الصراحة، وقد تجلى ذلك في نقده للحياة والمجتمع. وشاعرنا أيضاً صاحب نكتة طريفة، ورثها عن أبيه تظهر في حديثه، وفي كتاباته الشعرية والنثرية، فهو يحب تقليد اللهجات سواء مع السودانيين أو اليمنيين في مهارة وطرافة، وهذا ما وطد صلته بهم فأحبوه وقدروه.
ولتواضعه وخفة روحه ومحبته للناس كان شاعراً شعبياً بالمعنى الدقيق للكلمة كما يقول الأستاذ المغربي فقد نشأ في بيئة متواضعة حيث كان بيته يقع في حي شعبي، تحيط به بيوت الطبقة الوسطى كما أسلفنا. وقد ورث شاعرنا كل هذا عن أسرته، وانعكس على شعره فجاء تعبيره عن بيئته الشعبية طريفاً دقيقاً مليئاً بالنقد الاجتماعي.
والقنديل في أبوته يسلك طريقة حديثة في تربية أبنائه، فهو يبتعد عن التربية التقليدية القائمة على فرض الرأي، ومحو الشخصية ذلك لأنه لم يكن متعنتاً في رأيه، بل كان يفتح باب النقاش بينه وبين أبنائه، ليعطيهم حرية إبداء آرائهم، مع الحفاظ على التوجيه وإسداء النصح.
وكان يحرص على تعليمهم، وتشجيعهم على القراءة والاطلاع، بل إن بينه وبينهم رسائل متبادلة، وهم يقطنون في بيت واحد. ولعلّ السر في ذلك هو رغبته في صقل أسلوبهم، وحرصه على متابعة أعمالهم، والكشف عن بواطن أفكارهم.
كما قام بغرس الخصال الحميدة في نفوسهم كالقناعة والتعاون والمودة والصدق، لذا فإن ابنه أمل يعده أباً مثالياً ويحذو حذوه في تربية أبنائه.
كذلك كانت علاقته بأخوته علاقة يسودها الود والتعاطف.
وللقنديل أيضاً هواياته ومشاربه، ومن أبرزها حب القراءة، التي امتدت جذورها في نفسه، وتشعبت منذ أن كان طفلاً، ينكّب على قراءة القصص والسير الشعبية.
كذلك كان محباً للرياضة والسير على الأقدام كل أصيل. وهذا ما رواه عنه ابنه أمل، وصديقه عمر ربه، يقول الأخير متحدثاً عن ذكرياته معه: (كنا نتمشى بعد العصر على الأقدام إلى أن نصل إلى تل في أوائل البغدادية، وبعد صلاة المغرب ـ إذا كانت تلك الليلة قمراء ـ فإن القنديل يستوحي الشعر، ومقدرته على الحفظ تجعله لا ينسى ما نظمه حيث يقوم بتدوينه في المنزل) (31) .
كذلك فقد كان يهوى الترحال والسفر كما سبق وأشرنا إلى ذلك في حديثنا عن رحلاته، ويهوى لعبة الشطرنج ويجيدها، وفي شعره الشعبي إشارة إلى هذا.
كما أنه كان ينظم الشعر للمنشدين، الذين جرت العادة أن يقدموا أناشيدهم في حفلات الأعراس، لذا كانوا جميعاً يلجأون إليه لينظم لهم تلك الأناشيد (32)
وفاته:
توفي أحمد قنديل صباح يوم الجمعة الثاني عشر من شهر شعبان 1399هـ وقد شارك كثير من الناس في مواساة ابنائه وأفراد اسرته.
كما قامت بلدية جدة بإطلاق اسمه على الشارع المؤدي إلى منزله بجدة تخليداً لذكراه، عدا الذكرى العطرة التي خلدها الشعراء والأدباء في رثائه وتأبينه كما سنرى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :4511  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج