يا ناشر العلم بأوطانه
|
وزاخر النفس بإيمانه
|
يا ممعناً في سيره لا يني
|
يولعه الفوز بإمعانه
|
أشربت حب العلم منذ الصبا
|
فصرت مشغوفاً بإدمانه
|
نزلت في مورده ناهلاً
|
في مصر في نجد وبغدانه
|
ترتشف الأعذب من نبعه
|
وتجتني أجمل ألوانه
|
أدركت ما أدركت من حكمة
|
وعدت كي ترفع من شأنه
|
في موطن كان منار الهدى
|
ومصدر العلم وعرفانه
|
يحفل ماضيه بألائه
|
بأضرب المجد وألوانه
|
استيقظ الكون على نوره
|
مستبشراً يشدو بقرآنه
|
ويبدد الظلمة عن عالم
|
يرسف في غيهب أدرانه
|
واليوم ـ يا لليوم من هوله
|
طوح بالأمس وسلطانه
|
قد افتقدنا الأمس في عزه
|
فراعنا الهول لفقدانه
|
يا قلب لا تهلك أسى وارتقب
|
بعثة ماضيه بشبانه
|
هذا شباب الوطن المرتجى
|
يكلف بالمجد ونشدانه
|
يسعى إلى أهدافه طامحاً
|
مجاهداً يسمو بأيمانه
|
وذا أمير النشء عنوانه
|
ويشرف الشيء بعنوانه
|
فتى من الأمجاد أخلاقه
|
تهيم في رقة وجدانه
|
أباؤه الصيد على منزل
|
يفتخر الملك بتيجانه
|
يا باعثاً للعلم في موطن
|
منه أطلت شمس فرقانه
|
سر في بناء العلم مستبسلاً
|
وجدد العهد ببنيانه
|
شيده مرفوع الذرى شامخاً
|
كالطود في قوة بنيانه
|
هذي أماني الشعب قلدتها
|
وأنت من أظهر فرسانه
|
بل أنت أقوى فارس ينبري
|
في حومة العلم وميدانه
|
مولاي هذا الحفل أنشودة
|
تصدح بالحب وبرهانه
|
فاسمع نشيد الحب من شاعر
|
يكرم العلم بتبيانه
|
تنبعث الألحان من قلبه
|
شجية تزهى بأوزانه
|
غذاه وادي النيل من بحره
|
فازدهر الشعر بفنانه
|
يا مصر هذا النيل لا ينمحي
|
عهد قضيناه بشطآنه
|
عهد تجلى الفن في روضه
|
وأينع العلم بأفنانه
|
فليبق وادي النيل في منعة
|
ولينعم الوادي بسودانه
|