شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
موكب الجمال!
للشاعر: محمود عارف
أَنَا ما عرفْتُك من قريبٍ بل عرفْتُك من بَعيد
وكبُرْتَ في الأَمْداءِ وحْدَك مذْ كَبِرْتَ عن المُهُود
وتوزَّعتْ بِلِدَاتِك الآرَابُ في الوطنِ العَتِيد
ومضَيْتَ كالفَلاَّح تَحْرثُ ثم تَغْرسُ مِنْ جَدِيد
وخطَوْتَ كالجُنْديِّ يمشي الهَيْدبى خَلْف البُنُود
عِفْتَ الصَّدارة حِين ذابَتْ في النُّحُور وفي النُّهُود
ورضيت بِالشَّفَرِ الحَمِّى وليس بالشفر البُرُود
وتَُضِيءُ حامِية الثُّغور على المَدَى خَلْف السُّدُود
أَمجادُهَا سِيَّان فوْق الأرْض أَو بَطْنُ اللُّحُود
والنورُ يَخْتَرِق الحدود ولاَ يَطيقُ هَوَى الحُدُود
للموت خاطِرَةٌ تَؤُزُّ أَزِيزَ طائِرة الحديد
نقَّالة الذِّكْرى مِن الأَمَل الطَّرِيف إِلى التَّلِيد
تَنْداح خَالِدة المآثِر حِين تَزْلِف للخُلود
ودمُ الأَبِيِّ الحرِّ يأْلِقُ عِرْقُه كَدَم الشَّهِيد
نَسَقٌ نَهَجْتَ بِه إِلى العَلْياءِ للهَدفِ السَّديد
لكنه النَّهْجُ الوحيد يَلِيق بالأَمَل الوَحِيد
ولقد عَيِينَا بالطرَائق في المُراد وفي المُرِيد
لا تُوهِمّنَّا بالرَّحيل فأَنْت في أَوْج الصُّعود
فِيمَا رسَمْت وما بَنَيت وما سَنَبْني مِنْ بَعيد
فَلَكَمْ تَوارى الليْث يَهْوَي سمعُهُ زأْرَ الأُسُود
والوُرْقُ تَطْرَبُ للصَّدى مِنْها وتَفرَح بالنَّشِيد
الموتُ أَنطَقُ بالحَياةِ وسِرُّ جَوْهَرها الفَرِيد
ولَكَمْ يعيش الموت أَعماقَ الغَبَاوة في البَلِيد
ويعيش في حِقْد الحَقُود لِكَتْم أَنْفَاس الحَقُود
ويعيش في الجَاهِ المقَنَّع باللآمَة والكُنُود
في الرِّمِّة الشوْهاءِ تعْجز عن مُعاشَرة القُرود
في الرَّاقِصين على الحَرير الواطِئِين على الخُدُود
الْمُسْبِلِينَ إِزَار أَحْرارٍ على بَدَنِ العَبِيد
في الحَائِكين الزُّوْرَ والبُهْتَان في أَحْلى البُرُود
في السَّاهِرين وصَحْوُهم يَنْحَطُّ عن صَحْو الرُّقُود
في القَابِضِين الجَمْرَ يَحْرِقُهم ويَنْفُذُ للجُلُود
حَسِبوه ذُخْرَ حياتِهم والمجد في البَذْلِ المَجِيد
صَدَقَ الخَليل أَبُو خَلِيل في الغِيَابِ وفي الشُّهُود
مُذْ قَال إِنَّك في شَبابِ بِلادِنَا بَيْتُ القَصِيد
أَيَّام صنَّفْنَا الكَفَاءَة منْ قَريب أَوْ بَعيد
بالجُهْدِ بالعَرَق المُشْعْشع لا بِأَعْراق الجُدود
سِرُّ الفَراسةِ لا يَخِيب وصِدْقُها صِدْقُ العُهُود
عِشْ فَوْقَ مَا تَهْوى فَمَا الفِرْدَوس إِلاَّ للنَّجِيد
وصِلِ الحَياة وزِدْ فأَنْت اليوم أَجْدَرُ بِالمَزِيد
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :523  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج