جزعت للموت! لم أجزع له أبداً
|
إلاّ على نفر، عد الأصابيع
|
جزعت للموت! أردي فيه كوكبة
|
من الشباب، وفرداً كفل مجموع
|
قد كرّس العمر
((
أستاذاً
))
عقيدته
|
بث المعارف في سهل، وفي ريع
|
فلم يغر بألقاب يغر بها
|
من عاش في السطح يطفو كالفقاقيع
|
ولا أجل من
((
التعليم
))
منزله
|
في شرعة اللَّه، أو في كل مشروع
|
((
محمداً
))
عاش في إخوانه، وقضى
|
((
فدا
))
المعارف عمداً غير مخدوع
|
يمشي على الموت، يدري عن مكامنه
|
ما بين جنبيه، جلداً غير مخلوع
|
* * * |
يا واهب الجيل ـ قرباناً لأمته ـ
|
حياته، ونتاجاً غير مقطوع
|
ما أزهد الحق، في عج، وزخرفة
|
الحق أبلج في صمت، وتصنيع
|
طغى عليك يقين لا يساوره
|
في ما اضطلعت به شك المساريع
|
ذويت كالشمعة البيضاء محترقاً
|
لكي تضيء اندفاعاً غير مدفوع
|
فما احترقت بأيدي الناس بل لهب
|
من ذات نفسك يضوي غير مصنوع
|
لقد أضأت قصارى الجهد من رجل
|
في مثل حالك من وضع وموضوع
|
هذي البراعم، كم شذبتها فزكت
|
تظل تشذو بحب فيك مطبوع
|