شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في رثاء محمد فدا
بقلم: سباعي عثمان
ـ أي مصاب أليم فيك ـ اليوم ـ يقطع نياط القلوب.. وأي خسارة منيتها البلاد من وراء فقدك!
البلاد كلها ترثيك اليوم.. البراعم التي كنت مشعلاً تنير لها الطريق.. يبكونك بأحر الدموع.. لقد رأوا فيك الأبوة الحقة.. فحبتها قلوبها الخضراء.. ورأوا فيك القدوة النيرة.. فساروا على هديك ونهجك الأبوي الرائع..
أي فقد أنت وأي خسران.. أي وربي فقدتك البلاد!
هذه مواكب العزاء تتدفق على ذويك مطأطأة الرؤوس..
وهذه مواكب البراعم في صفوف الدراسة تنحدر على خدودها اليافعة دميعات كخيوط من البلور حسرة عليك..
والصفوف الطويلة المتراصة في طوابير الصباح في المدارس تقف اليوم حداداً عليك.. فما عاد الصبا يدغدغ وجدان الصغار.. وما عاد مرح الطفولة يدعوهم إلى دنياهم اللاهية البريئة..
الطفولة البريئة انزوت.. وذوي بريقها.. وذبلت شعلتها وكأنما أخذت مباغتة.. وما عهدك بالطفولة إلا أباليس بشرية تقفز كالظبا في وداعة رائعة.
فأي أبوة هذه التي ملكت بها قلوبهم.. وقلوب صحبك من الرفاق!
لكأني بك يا فقيد العلم في ملكوت السماوات تطل من علٍ إلى مواكب محبيك شيباً وشباباً فتعجب بماضيك الإعجاب كله وتهتز أعطافك طرباً بما خلفت من تاريخ مشرق في دنيا الرجال..
فإلى روحك الطاهرة يرفع مواطنوك اليوم أحر الثناء وأخلص الدعوات.. وهل في وسعهم غير الثناء والدعاء؟
فاغفر اللَّهم ما كان له من سيئات وضاعف ما كان له من حسنات.. واسفح عليه شآبيب الرحمة والغفران..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :488  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج