افتقدناك للندى عميدا |
فاستعدناك للاباء نشيدا |
فاستطابت بيض الليالي الصدى العذب |
وما زال في الحياة جديدا |
افتقدناك جذوة تلهب الحس |
وتهدي إلى الشعور الوقودا |
افتقدناك باسلاً تعلن الراي |
وتبديه قاطفا وسديدا |
افتقدناك لا أخا تبذل العون |
فقد كنت رائدا صنديدا |
تنفق الوسع بل وفوق الذي |
تملك مالا وخطوة وجدودا |
وتنادي إلى الكفاح الأخلاّء |
وتسعى لكي تموت شهيدا |
فإذا أنت في الشغاف من الأنفس |
والحب لا يزال وليدا |
تتغنى به الليالي مدى الدهر |
لتبقى على هوانا شهودا |
فالمودات لا تموت إذا لاقت |
وفاء يمد ظلا مديدا |
ولقد كنت في حمانا من الصفوة |
بل كنت في الأباء وحيدا |
واذكرنا أيام كنت تنادي |
بالتآخي وكنت تسعى جهيدا |
تنعش النبت بالبشاشة في حقل |
ليغدو الغراس روضا نضيدا |
فالغراس التي سقيت يمناك |
ترامت في المروتين ورودا |
واذكرنا ما كنت تفعل في بر |
وتعطيه راضيا وسعيدا |
واذكرنا تلك الليالي التي مرت |
ورفت فوق السماك بنودا |
واذكرنا الأيام كانت بنديك |
ابتساما وفرحة وجدودا |
واذكرنا الآمال تومض للعين |
ولما يزل مداها بعيدا |
واذكرنا الامجاد لم تطوها الايام |
بل صفقت فجاشت قصيدا |
واذكرنا رب ذكرى إذا طابت |
تناغي الآمال منها الكبودا |
واذكرنا كيف كان مع الايام |
يسعى مكافحاً كي يشيدا |
من ثمار الآمال من صالح الأعمال |
صرحا موصدا ومجيدا |
واذكرنا ابتسامة تجمع الشمل |
فتغدو الأرواح منها عقودا |
ضمها الحب في نطاق من الصفو |
ولاقت من التآخي سعودا |
وتهادت رضية تنشر الأهداف |
تسمو بها الأماني صعودا |
وتنادت لا للتناحر بل للحب |
نرجو بيمنه أن تسودا |
وتلاقت وكلها ترقب الصبح |
لتلقاه مشرقا غريدا |
فإذا بالصباح يسفر والاشراق |
يشدو مستعذبا مستزيدا |
هاتفا بالمنى تعيد لنا الذكرى |
فنشجى بما نصوغ الوجودا |
ونعيد الحديث عنه حديثاً |
وأبيا يطوى الليالى مشيدا |
مرهف العزم لا يدكدكه الهول |
جريئا وصارما وعتيدا |
في يديه اليسار تنشر يمناه برا |
أهدى إليه الخلودا |
وسعود الأيام تهتف في الدنيا |
ألا عاش للقلوب نشيدا |