شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ورقة من التقويم
* بقلم: محمد العوضي
قد أكون من القلائل الذين عاصروا الجد والابن والحفيد، أما الجد فهو الشيخ عبد المقصود خوجة ((يرحمه الله))، وكنا ندعوه العم عبد المقصود، وأما الابن فهو الأستاذ الكبير الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجة وكنا ندعوه الأخ الأكبر ((أسبغ الله عليهما شآبيب رحمته))، وأما الحفيد فهو الأديب الرقيق، ورجل الأعمال المرموق، الأخ ((أيضاً)) الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجة أمد الله في عمره.
لقد كان لي شرف الصلة والمكاتبة مع الأستاذ الكبير الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجة، وكنت أتعمد استثارته لأستزيد من كتابته لي، وكان ((يرحمه الله)) شديداً في الحق، عنيداً في الدفاع عما يعتقده حقاً، وكانت له أوراق مطبوعة باسمه الكريم على زاويتها اليمنى، وببعض الحكم المنسوبة إلى قائليها على الزاوية اليسرى، وكانت تلك الحكم من النوع الصارم ولست أتذكر نصها ولكني أذكر أن أحداها تدعو إلى اجتثاث كل ما هو غير نافع في الحياة، ويؤسفني أن قد طال الأمد على الفترة التي كنت اتكاتبت فيها مع الأستاذ الراحل ((يرحمه الله)) ولا أدري أين كنت وضعت خطاباته القيّمة، ولعلّي أجدها إن شاء الله.
لقد كان الأدب لا يزال يحبو في ذلك الزمن ـ ورغم ذلك فإن كاتبنا الراحل ((يرحمه الله))، استطاع أن يتألق ويضرب بسهم وافر في مجالاته.
ولكم هو مدعاة للسعادة أن ترى الأدب قد شب عن الطوق وأخذ ينمو حتى وصل إلى مرحلة متقدمة من التكامل، بل قد أصبح لا يشق له غبار، وما ذلك إلا بفضل العلم وما بذل في سبيله من جد ومال، بداية بمدرسة تحضير البعثات، واستمراراً بما نرى من الجامعات ومعاهد العلم المنتشرة في كل أنحاء بلادنا الحبيبة.
ولقد أذكر حينما كان المتخرجون من الجامعات قلة لا يتجاوزون العشرات، وأذكر أنه أقيم حفل في جدة لتكريم المتخرجين الأوائل، وأذكر أن في ختام الحفل اعتلى المتخرجون المسرح وأنشد أحدهم بصوته الرخيم أنشودة لأم كلثوم جرى تحوير كلماتها إلى الآتي:
(يا زوجة في خاطري وفي دمي)
حيث كان يشغل بال كل منهم إكمال نصف دينه بعد أن نهل من العلم، وأذكر أن بقية المتخرجين المحتفى بهم كانوا خلفه ((كورس))، يرددون بعض مقاطع الأنشودة المحورّة، والمقايسة الآن بما كان عليه ذلك العهد غير واردة، لأننا نرى والحمد لله بين ظهرانينا الآلاف المؤلفة من حملة الدكتوراه والماجستير وغير ذلك من الشهادات العليا العلمية والفنية، وما ذلك إلا بفضل التخطيط السليم والجهود المتضافرة في سبيل نشر العلم.
وبعد فها هو الحفيد الأستاذ الفاضل عبد المقصود خوجة، أحد ثمرات النهضة العلمية التي نعيشها، ها هو ينطبق عليه قولان: أحدهما ((ماذاك الشبل إلا من ذاك الأسد)) والآخر:
بأبه اقتدى عدى في الكرم
ومن يشابه أاه فما ظلم
فقد دأب على تكريم الكتاب والأدباء والشعراء ورواد الفكر، وابتدع لذلك ((الاثنينية)) المشهورة، ولكن أنى له أن يحتويهم، وكيف له أن يدري بمن يبدأ وبمن ينتهي ((فهمو كُثر))، والحمد لله، وأخشى ما أخشاه أن تضيق الأيام أو ((الاثنينيات))، بكرمه، وقد يضطر إلى اللجوء إلى الأيام جمعاء فيفتح داره العامرة للوافدين كل مساء، ولقد أشرف على ما يقرب من ذلك إذ وصلت حفلاته إلى مرتين وثلاث في بعض الأسابيع، أسأل الله له مزيداً من التوفيق.
جريدة عكاظ العدد رقم 7209
السبت 5 رجب 1406هـ، الموافق 15 مارس 1986م.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :891  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج