| ألا بلغوا الظبى النفور سلاميا |
| وأبدوا له عند التعطف ما بيا |
| وقولوا له هلا ترفقت بالذى |
| قضى العمر لا يرجو سواك أمانيا |
| وهلا تذكرت الليالى التى خلت |
| لصبك إذ كنت الحبيب المصافيا |
| وإذ كنت تحبو الصب كل رعاية |
| وتوليه من حسن الصنيع أياديا |
| فلا الجفن مقروح ولا القلب مكمد |
| ولا الدمع مدرار يفوق السواقيا |
| وها هو لا الأيام تضعف حبه |
| ولا العذل يثنيه وان كنت قاسيا |
| وها هو لا ينفك يذكر برهة |
| من الدهر كان السعد فيها مواتيا |
| وكنت له الذخر الثمين اذا عدت |
| عليه الرزايا والشفيق المؤاسيا |
| اذا شمت منه الحزن أوردته المنى |
| فيغدو با أوردت جذلان راضيا |
| واما اشتكى جور الحياة وعسفها |
| اليك صرفت الهم أوصرت شاكيا |
| ففيم جعلت الهجر ضربة لازب |
| ولم ترع وداً كان بالأمس ناميا |
| بنفسى ليلات تقضت كأنها |
| من الخلد لولا انها لم تدم ليا |
| نعمت بها حينا فيارُب ليلة |
| نسيت بها نفسى وأهلى وماليا |
| وبات إلى جنبى الحبيب فليتنا |
| بقينا وليت الحال أصبح ماضيا |
| يقول ألم تضجر من السهد قم بنا |
| وسوف غداً نستأنف العيش ثانيا |
| فهذا ضياء الفجر يعثر بالدجى |
| حثيثاً وهذا الديك يهتف داعيا |
| فقلت له مهلا فديتك اننى |
| أرى سهرى في مجلس الأنس حاليا |
| فدعنى وآمالى النضيرة هانئاً |
| وكن لفؤادى من يد البين واقيا |
| وانى من الدهر الحقود لخائف |
| فزدنى مناغاة وزدنى تدانيا |
| وهبنى بالحاح سألتك ساعة |
| ألم أك للحب الملح مجاريا |
| وكمن من ليال فيك أسلست للهوى |
| قيادى ولم أعرف إلى النوم هاديا |
| وبات نديمى الطير يشدو لالفه |
| فيسمعنى لحن الصبابة شاديا |
| وبات سميرى النجم يخفق تارة |
| كقلبى ويخبو تارة متواريا |
| وبات ضجيعى الهم يصخب موجه |
| بصدرى فيزجى راحتى وهنائيا |
| وبات رفيقى اليأس لا أنا آمل |
| وصالا ولا نفسى تطيق التنائيا |
| وحين حبانى الدهر منك تقربا |
| وأوردنى عذبا وقد كنت صاديا |
| تريد انتزاع الكأس منى تباخلا |
| فهلا وهبت النوم صبا مواليا؟ |
| فعاد إلى الحسنى وألقى قياده |
| ونلت مرادى فوق ما كنت راجيا |
| وأرشفنى من بارد الريق كوثراً |
| وأطلق للحب النزيه عنانيا |
| فيادهر لا تبخل علىّ بنظرة |
| تعيد لنا تلك الليالى الخواليا |
| * * * |