| قال طير لآخرٍ وهو يشدو |
| ببديع الألحان والنغمات |
| أيها الغر كل هذا سرور |
| وابتهاج بزور هذى الحياة |
| قد ـ لعمرى ـ أفرطت في طلب العيـ |
| ـش وبالغت في هوى اللذات |
| أظننت الرياض تهزأُ بالدهـ |
| ـر وتبقى على المدى نضرات؟ |
| أم توهمت انما الخلد شئ |
| مستطاع فلم تفكر بآتى |
| لا، فان الرياض تذبل والعمـ |
| ـر وان طال ينتهى بممات |
| فدع الغفلة التى أنت فيها |
| واحذر الدهر فهو ذو سطوات |
| وامش نحو الغدير كيما نصلى |
| والى الله نرفع الصلوات |
| * * * |
| فتعالى من صاحب الشدو صوت |
| يستبى اللب يذهب الحسرات |
| قائلا للنصيح كف فانى |
| غير مصغ لقول أهل العظات |
| كيف أغدوا إلى الصلاة وهذى |
| حسنات الربيع تحبو الصلات |
| كيف استمرئ التنسك والزهـ |
| ـر يمد الأرواح بالنفحات |
| فاذا ما نظرت للطل يبكى |
| فتجيب الرياض بالضحكات |
| ورأيت الأشجار تبسم رياً |
| وتموج الاغصان بالثمرات |
| وتأملت في الطبيعة قد وشـ |
| ـت بلألاء حليها الفلوات |
| فتناسى هذا التبتل والزهـ |
| ـد وهيَّا معى إلى الشهوات |
| واغتنم لذة الحياة وبادر |
| لاقتناص السرور حين يواتى |
| واترك الانقباض عنك ودعنا |
| نتساقى تحت اخضرار النبات |
| * * * |
| هكذا الخلق في الحياة فريق |
| ضل والآخر اهتدى للنجاة |
| * * * |