قيل عنها بأنها بنت أفعى |
حية في سباسب الأرض تسعى |
تكتسى حلة من المخمل الفا |
عم دوما، وفي الحدائق ترعى |
ويراها الراؤون تمشى الهوينا |
في هدوء تحاذر الناس جمعا |
وتغنى في سيرها وخطاها |
انها بالغناء تطرب سمعا |
هي فتانة المظاهر والاشـ |
ـكال، جذابة كما هي تدعى! |
فلها في الحياة لحن اذا شا |
ءت أفاض السرور أوسحَّ دمعا |
* * * |
ولها في النضال شأن عجيب |
يصرع النابه المحنك صرعا! |
بل لها أدمع ترقرقها العيـ |
ـنان، ان صادفت جفاء ومنعا |
بل لها حكمة تشوب دهاء |
يتحاشى ابليس لقياه روعا |
لا ترى في طريقها غير ورد |
كلما يممت بلادا وصقعا |
لا ترى غير من يقدسها بل |
يفتديها بالروح والنفس طوعا |
* * * |
قد أشيدت لها التماثيل في الشر |
ق وفي الغرب ليس ذلك بدعا |
انها في جوانب الشرق قد لا |
قت لها مرتعا خصيبا مرعى |
وهي في الغرب مثل سيف صقيل |
اصلتوه، فجاء يلمع لمعا |
في ضفاف (التاميز) و (السين) و |
(الرين) لها الاقتدار يمتاز صنعا |
ثم (روما) ويالصولة (روما) |
ان (روما) لها السوابق قطعا |
* * * |
أفليس (الرومان) من عبدوها |
كما اذاقوا من أجلها الناس قمعا |
ان (يوليوس) مثل (نيرون) كل |
منهما صدع الممالك صدعا |
(ميكافيل
(1)
) الشهير ذكراً لقد صيـ |
ـر من (ظلها) نظاماً وشرعاً! |
ان (روما) بالأمس واليوم قد كا |
ن لها في شرورها شر مسعى |
* * * |
هكذا هكذا يقولون عن تلـ |
ـك التى لا عهودها اليوم ترعى |
ان هذى الفتاة تنفث سحراً |
للبرايا لأنها بنت (أفعى) |
* * * |
يا خليلى وقد سمعت الذي قا |
لوه عنها قد فاق وصفا ونوعا |
هذه البضة اللعوب الا تعـ |
ـرفها؟ قال لي: (السياسة) طبعا |
* * * |