ويل أم العذول يطلب منى |
ما تكون السماء أقرب منه |
كيف أسلو غذاء نفسى وقلبى |
ذاب وجداً فمن يرفه عنه |
إلى أبناء الغد |
أيها الأبناء سمعا اننى |
سوف أتلو لكم ذكرى السنين |
* * * |
كان لي مال وجاه وندى |
وسماح فوق وصف الواصفين |
أجمع المال لكى أنفقه |
في مواساة العباد البائسين |
فكأنى حاتم في قومه |
أصرف الأموال في وجه قمين |
يلهج الناس بشكرى دائما |
ويعيشون بفعلى آمنين |
* * * |
غير أن الدهر عادانى ولم |
أدر ماذا يبتغى منى الخؤون |
ورمانى بصروف قوضت |
وأمادت ذلك الركن الركين |
أخذت مالى وهدت قوتى |
وحنت ظهرى تباريح السنين |
* * * |
ثم لما علم القوم بما |
كان من أمرى تولوا معرضين |
وانبرى البعض فأضحى قائلا |
انماهذا جزاء المسرفين |
لا يبالون اذا ما أنفقوا |
أجزافا أم لمدح المداحين |
أم تراث ورثوه فجأة |
أم كنوز، ويح من لا يستبين |
* * * |
ليس همى في الذي قالوا فما |
أبعد الشك على أهل اليقين |
انما قد ساءنى أنهمُ |
أسقطونى من عداد العالمين |
ورمونى بظنون تركت |
بفؤادى غصة الحزن الكمين |
كل ذا اليوم لأنى معسر |
بعذ أن كنت زعيم الموسرين |
* * * |
نفذ الهم إلى قلبى وقد |
كان لي درع من المال حصين |
وبياض الشيب وشى لمتى |
بأكاليل من الماس الثمين |
بعد ما عاركت دهرى زمنا |
نلت في أثنائه الفوز المبين |
خلسة الدهر تولت ومضت |
ولذكراها حمى الدمع السخين |
* * * |
يا بنى اصبر ولا تيأس اذا |
مسك الهم وجافاك الخدين |
ان في الصبر سلاحا واقيا |
من شرور الناس والداء الدفين |
في زمان أصبح المال به |
سلم الخزى لبعض الفاسقين |
وغدا الدينار طوعا للألى |
بددوه في تعاطى ما يشين |
* * * |
حكمة المولى فلا منع لما |
قد قضاه الله رب العالمين |
فانهج الحق ودع طيش الصبا |
واتّبع خطو الجدود الأولين |
واسكب الدمع على عهد مضى |
ان في الدمع عزاء للحزين |