غادة الحسن تجلت كالقمر |
بعيون قد تحلت بالحور |
ناعسات محييات قاتلات |
فاتنات، من صفاء ساحرات |
نظرة منها تثير الزفرات |
ويظل الصب منها في خطر |
خافق القلب عديم المصطبر!! |
وجبين ساطع تحت الظلام |
كهلال النصف في وقت التمام |
يا لقلب! مضَّه هذا الغرام |
ان يرى روضا توشى بالمطر |
وجنان الخلد ما بين سقر |
ويرى ثغراً حليا سلسبيل |
وزلالا بارداً يشفى الغليل |
يا خليلى هل لهذا من سبيل |
علنى أهدأ من هذا الضجر |
ففؤادى قد شكا منى الضرر |
وبجيد خلته جيد الظبا |
وجمال فاق بلقيس سبا |
فلذا قلبى منى ذهبا |
وتأذى الجفن من طول السهر |
وملاكى قد جفانى ونفر |
ان تثنت فهي كالغصن الرطيب |
قد كسى ثوبا من الحسن قشيب |
كلما خاطبتها زادت قطوب |
ورمت قلبى بسهم قد وتر |
فأصابته ولا حين مفر |
يا مهاتى خففى عنى الألم |
فحياتى أصبحت مثل العدم |
وبرانى لاعج الشوق ولَمْ |
أر عطفا منك يا أخت القمر |
فارحمينى لو ببسمات النظر |
أترى هذا دلالا أم ملال |
ونفاراً، أم رأت قتلى حلال |
فارفقى بالصب يا ذات الجلال |
فَأَتِى الحب فاض وغمر |
وكيانى بات حتى لا أثر |
لم يؤثر منظرى في قلبها |
لا ولم ترأف بقلب صبها |
وغدا بعد أن ذاب جوى من حبها |
عيشى مشوبا بالكدر |
فطلبت الموت أبغى المستقر |
* * * |