غن يا بلبل واعزف يا نسيم |
واسقنى يا صاح من خمر الكروم |
لحظ من أهواه يرمى بالسهام |
وفؤادى يتلظى من هيام |
في ضلوع شفها وقد الغرام |
فاسقنيها حرة تجلو الهموم |
لا تلمنى اننى لست الملوم |
آه يا قلبى كم عذبتنى |
بخفوق ووجيف لاينى |
ولكم غربتنى عن موطني |
هل ألفت الصد من ذاك الظلوم |
أم ألفت العيش في هذا الجحيم |
قد لعمرى ذبت من فرط الجوى |
وفؤادى ذاهب نهب الهوى |
ويح دهرى حسبه هذا النوى |
فنيت روحى كما يفنى الهشيم |
في سعير الهجر والحب الغشوم |
أين يا حب العهود الماضية |
حين لا نسمع فيها لاغية |
غير تغريد الطيور الشادية |
حين عشنا تحت أفنان النعيم |
وسمت أرواحنا فوق النجوم |
أين يا حب وفاء وحنين |
ولقاء وعناق كل حين |
وحبيس من غرام لا يبين |
هل مضى الكل كما يمضى اليتيم |
حين يمنى بانتهار من لئيم |
كم همى دمعى وكم قلبى شكا |
ولسوف العمر يقضى في البكا |
عل ياحِبى ترضى علكا |
فيسود الود كالعهد القديم |
ثم يسقى البؤس كأسا من حميم |
على ياحِبى ترضى فنعود |
لحياة ملؤها أنغام عود |
ثم نشدو رغم آهات الحسود |
غن يا بلبل واعزف يا نسيم |
واسقنا يا صاح من خمر الكروم |
* * * |