فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
أحقاً؟؟؟ أحقاً يا وطني انك موطن الفقر والجمود من القديم ولا تزال؟ أم أنت الذي انبعثت من أبنائك ثورات وفتوحات جلبت الغنى والخير على المشرقين؟ أحقاً يا وطني انك عالة من القديم على الغير؟ أم أنت الذي أضاءت تعاليم النبوة فيك أسمى معانى العبقرية والخلود فانقشع ليل الجهل على الكرة كلها فكنت كريما بأكرم مطلب وأسماه؟ أحقاً انك كنت في سمع الزمان وبصره سرابا مجهولا؟ أم أنت الذي اهديت اليه اضوأ شعل النور وأسمى التنزيل والالهام وأوفر البيان، فجئت بالراشدين، وابن الوليد، وطارق، وابن رشد والرشيد؟ أأنت وليد الجدب والقسوة، والتنافر والجمود، والجحود؟ أم أنت الذي ملأت الأرض كرماً وعدلا وشفقة، ورحمة وعطفا، وجئت للتاريخ بفاتحين ما عرف أعدل ولا أرحم منهم؟ أحقا انك موطن الحفاة العراة البعيدين عن الحكمة والفلسفة؟ أم ان أرقى شريعة لا صدق فلسفة وأبلغ مرسول نزلت بين جبالك ووديانك؟ أو لست أنت أبا أولئك الذين مشوا صفوفا إلى العالم يهدون ويعلمون، ثم يرابطون ويجاهدون، لهذا، ولهذا فقط حتى تكون كلمة الله هي العليا بنفوس قريرة، وقلوب مطمئنة، عامرة ايمانا ويقينا متوطنة، على أفضل التضحيات وأسماها؟ حقا!! ان أبناءك اليوم في عقوق وعقوق، يدعون ضدك ولا يشعرون فيتعظون، لأنهم تقاعسوا عن مثلك العليا، بانصرافهم عن التأسى باجدادهم أفذاذ التاريخ يعملون ضدك، ثم ان ضربوا مثلا فانما يتمثلون بكانت، وفولتير، وهوجو، وشكسبير، ونابليون. أما معريك، ولبيدك، ومتنبيك، ومأمونك، فلا يذكرون رحماك يا وطن القرآن والشعر والجمال! يقولون: ان في واديك أمة تتقاعس عن النبل والسمو فهي لا تتقدم ولا تنبل رحمكم الله! اسعوا في جمع كلمتكم، وتوحيد آرائكم، وتنسيق مواردكم، ثم ادّعوا ما شئتم، ونحن لكم مصدقون ومتبعون، أما انكم تزمون الامة ولا تعملون، فانما بأنفسكم تنددون، انكم ان لم تضربوا المثل في حسن اعتدالكم وقوى رأيكم، وبعد نظركم، فلأنتم أحرى أن لا يسمع لكم. رحمكم الله! كونوا مُثلا عالية حتى يقتدى ويفتخر بها، أو فدعوا، واتركوا، حتى يأتى الله بالفتح أوامر من عنده وأنتم تنظرون. * * *
طباعة تعليق  القراءات :463  التعليقات :0
صفحة 112 من 181

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج