| تلألأت الأنوار مذ سطع الفجر |
| وهب نسيم الوصل فابتسم الزهر |
| وقامت على الاغصان تشد وحمائم السـ |
| رور وقد ألقى أشعته البدر |
| فياملكات الشعر نحوى يممى |
| ولا يعتريكن الدلال ولا الكبر |
| لتلبسن من شعرى عقوداً كأنها الجمـ |
| ـان جمالا تحتها حلل خضر |
| وأبعثكن اليوم في مدح فتية |
| بمقدمهم قد عمنا الانس والبشر |
| وأمسى بنادينا السرور مخيما |
| ويعبق في أرجائه المسك والعطر |
| وتاهت بهم (دار الفلاح) وقد غدت |
| تلألأ في عليائها الأنجم الزهر |
| * * * |
| تجشمتم الأخطار في طلب العلا |
| ولم يثنكم عما ترومونه عذر |
| وهاب بكم داعى ((الفلاح)) أن اقبلوا |
| فهز قلوباً كان يعمرها البر |
| فلبيتم الداعى سراعاً وسرتمو |
| كأن طريق الهند في عينكم شبر |
| وفارقتم الاوطان والأهل كلهم |
| ومن رام مجداً كان ديدنه الصبر |
| فأولاكم الرحمن عزاً وسؤدداً |
| وفضلكم. فالحمد لله والشكر |
| * * * |
| وقد قام من آل (الرضاء)(موفق)
(1)
|
| أتيح له فتح المهيمن والنصر |
| رأى العرب حيرى في دياجير جهلها |
| تتيه بلا وعى وقد مسها الضر |
| فكم داعياً يدعو إلى الله بينهم |
| يذكرهم لو كان ينفعهم ذكر |
| وزاد على الجهل المركب فيهمو |
| جمود له في كل جمجمة وكر |
| يرون سكارى سابحين وما هموا |
| سكارى. ولكن ذلك الجهل لا السكر |
| فقام. وحيداً مستعيناً بربه |
| يكابد أهوالا يشيب لها الشعر |
| ولم يكترث بالحاسدين وما به |
| رموه وقالوا ان إحسانه نكر |
| ولم يأل جهداً في المضى بشعبه |
| إلى مستوى يخشى المضى له النسر |
| ففى الهند والبحرين أنشا مدارس الـ |
| ـفلاح وفي أم القرى فله قصر |
| وبالطائف المأنوس أيضا و(جدة) |
| قصور لنشر العلم زينها الذكر |
| * * * |
| كذلك من رام النهوض بأمة |
| فلا يكترث بالحاسدين وهم كثر |
| ويمضى بعزم ثابت وجراءة |
| فان سبيل المجد مسلكه قفر |
| فمن رام وصل الغانيات فانه |
| يكون سخيا لا يهولنه المهر |
| ومن رام ادراك المعالى بعزمه |
| تساوى لديه السهل والمركب الوعر |
| فلا يُنهض الشعبَ الكسول إلى العلا |
| سوى العلم تحميه الصوارم والسمر |
| فما من سبيل للنهوض بغيره |
| يكون . ألا فليحذر الخطر الغر |
| * * * |
| فهيا بنى قومى إلى السير للعلا |
| جميعاً. فاما الفرقدان أو القبر |
| فحتام هذا البطء في السير حققوا الـ |
| ـأمانى. فان الغيث أوله القطر |
| * * * |
| فبالأمس كان الغرب في الجهل راتعا |
| وكنا ملوك الارض يرهبنا الدهر |
| فشدنا منار العلم والدين والتقى |
| وكان لنا في كل مملكة أمر |
| وطئنا جبال (البرنات)
(2)
بخيلنا |
| وما صدنا عن ذاك بحر ولا بر |
| وبالسيف زلزلنا العروش وبالقنا |
| تطايرت التيجان. فانتثر الدر |
| وكنا الملوك العادلين اذا التجا |
| بساحتنا الملهوف أو مسه الضر |
| وخضنا غمار الحرب في كل موطن |
| وكان لنا في كل معركة نصر |
| * * * |
| عقدنا بنود العدل في أرض مكة |
| فطار بها في كل ناحية صقر |
| فسار بكل الارض عدل يزينه |
| وفاق فأمسى الذئب يألفه النمر |
| * * * |
| فلما انحرفنا عن شريعة احمد |
| وأصبح للأغراض من ديننا جسر |
| مضوا وقعدنا واسترحنا وشمروا |
| وما نابنا الا التفرق فالقهر |
| جمود وجهل وانحلال وفرقة |
| وضعف وأشيا لا يطاق لها ذكر |
| وقد بحت الأصوات هذا مذكر |
| وذا واعظ فينا وإرشاده جهر |
| وذاك ينادينا هلموا إلى الهدى |
| وكيف ينادى من با ذانه وقر؟ |
| * * * |
| وما ضرنا غير التفرق وحده |
| فذاك هو العيب المشين ألم تدروا؟ |
| فياليت شعرى كيف ينعم عيشنا |
| ونحن رقود ما لنهضتنا فجر |
| ألا قاتل الله الجمود فانه |
| نذير الشقا قد حل ساحته الفقر |
| فان لم يداركنا الاله بنفحة |
| تهب فتحيينا فينجبر الكسر |
| ويبدل هذا الجهل بالعلم والتقى |
| وننهض جمعا والعلوم لنا أزر |
| فياضيعة الأعمار يا ضيعة الحجى |
| ويا ويح قلبى ما لكسر همو جبر |
| * * * |
| نريد رجالا عاملين تهمهم |
| حياة بنى الاسلام ان نابهم شر |
| نريد رجالا مخلصين لقومهم |
| يسد بهم في كل مملكة ثغر |
| نريد رجالا يبذلون نفوسهم |
| ليشروا بها عزاً اذا ذعر الذعر |
| نريد نهوضاً للمعالى بهمة |
| وعزم كحد السيف ليس به خور |
| فما بالأمانى يدرك المجدَ طالب |
| ولكن بعزم لا ينهنهه الزجر |
| * * * |
| أنيطت بكم آمالنا فتقدموا |
| بأمتكم حتى يكون لها الصدر |
| فأنتم رجال الدين والعلم والحجى |
| وليس غريبًا من معادنه التبر |
| فشيدوا الجوار المنشآت كأنها الـ |
| جبال الرواسى في البحار لها مخر |
| ودونكم الجو الفسيح فشيدوا |
| به سفناً في الخافقين لها مور |
| وبثوا علوم الدين في النشء انها الـ |
| ـأساس ويزكو الزرع ما صلح البذر |
| وسيروا بعزم فالمهيمن وحده |
| كفيل لكم بالفوز فهو له الأمر |
| * * * |
| على الرحب شبان الفلاح ومرحباً |
| بكل همام في مبادئه حر |
| وأهلا وسهلا بالندى يتبع الندى |
| وبالنبل يبدو في الوجوه ولا فخر |
| فحطوا رحال السير في البلد الذي |
| به الركن والبيت المحجب والحجر |
| * * * |
| وقد جئتكم باسم الفلاح مهنئاً |
| أعبر عن شوق يمثله الشعر |
| وأهدى تحيات يفوح عبيرها |
| فيزرى بعرف الروض مذزانه النور |
| فقولوا جميعا هاتفين ورددوا |
| (يعيش رجال العلم والنفر الغر) |
| * * * |