لمن موكب قد سار يتلوه موكب |
بأوله سال (النقا) و (المحصب
(1)
) |
أ (هارون) في الركب العظيم توافدت |
اليه الورى أم سار في الجيش (يعرب) |
أم البطل (المنصور) ماجت بخيله الـ |
ـبلاد. أم الجمعان فيها (المهلب) |
أم (الفيصل) الغازى تبدت شموسه |
فقامت له كل البلاد ترحب |
تبدى فأمست كل عين قريرة |
وكل فؤاد بالسرور مكهرب |
* * * |
قدوم به (أم القرى) قد تزينت |
ففى كل حى مهرجان. وموكب |
ولو لم يعج (السيل
(2)
) بالشعب يوم ان |
قدمت. وكل للقا يترقب |
لوافى اليك (الحجر) يمشى مرحّبا |
وسار يلاقيك (الفِناء المحجب) |
* * * |
توالت مسرات على الشعب منذان |
قدمت. فكل بالمسرة مطرب |
ثلاثة أعياد: قدومك سالماً |
واقبال عيد الفطر باليمن معرب |
وعيد جلوس العاهل المنقذ الذي |
تميس به (نجد) وتفديه (يثرب) |
فانعم به يوما. لذكراه كلما |
يرددها (التاريخ) يزهو ويعجب |
هو النعمة الكبرى على العرب كيف لا |
وفيه ابتدا عصر (السعود) المذهب |
وفيه خطونا خطوة سجلت لنا |
على صفحات الدهر بالفخر تصحب |
وفيه غضبنا غضبة مضرية |
بأمثالها الأمثال في الناس تضرب |
وفيه أرينا الناس كيف اتحادنا |
فأعجب بروح المجد ان كنت تعجب |
وفيه التقى (نجد) بقطر (محمد) |
فسار إلى القصد الذي نحن نطلب |
إلى (الوحدة الكبرى) يقود جموعهم |
موحِّدهم (عبد العزيز) المحبب |
مليك له تاج (بنجد) مرصع |
و (عرش) على أفق (الحجاز) مطنب |
دعائمه فوق الحطيم وزمزم |
وقمته العليا إلى الشمس أقرب |
تحف به منا القلوب ودونه |
يلذ لنا الموت الزؤام ويعذب |
* * * |
أمولاى أنت العيد للشعب كلما |
رآك تبدى وهو بالبشر مشرب |
ووالدك الحامى الذمار ومن له |
بكل فؤاد عرش حب منصب |
امام هدى حتم على الناس حبه |
وطاعته فرض وشانيه مذنب |
قد اختاره الرحمن للدين حارسا |
ليحميه ممن بات بالدين يلعب |
* * * |
أمولاى ان العيد هاج كوامنا |
وجدد أحزانا بها القلب يصخب |
ذكرنا به عهداً أتى فيه زاهراً |
على العرب والاسلام في الغرب يضرب |
ذكرنا به عهد النبى وصحبه |
ودولة أهل (الشام) ممن تقلبوا |
ودولة (هرون الرشيد) ومن له |
(بمصر أو الاحقاف) عرش ومنصب |
وها هو يأتى ـ والجزيرة كلها |
تئن من الخصم العنيد وتندب |
يسام بنوها الخسف في كل موطن |
وأوطانهم بالغدر والمكر تسلب |
تطالعنا أخبارهم كل ساعة |
فتغلى لها منا القلوب وتلهب |
وقد ضاقت الدنيا بهم في اتساعها |
وداهمهم جيش العدو المقرب |
(يكادون من ذعر تفر ديارهم |
وتنجو الرواسى لوحواهن مشعب
(3)
) |
فبينا هموا في ذاك والكل خائف |
وقد طاشت الأحلام والظلم أغلب |
اذا صوت (ملك) قد دوى فتحرك الشـ |
ـمال به، وارتج شرق ومغرب |
يناديهمو والسيف يعلو شماله |
وفي كفه اليمنى (الكتاب المهذب) |
فثابوا فألفوه على (البيت) واقفا |
(امام الهدى عبد العزيز) المطيب |
فماج بهم شرق البلاد وغربها |
ولبوه والآماق بالدمع تسكب |
* * * |
أمولاى هاهم قادة الشعب سادة الـ |
ـبلاد عن الاخلاص للعرش أعربوا |
أتوا رافعى أي الولاء يقودهم |
شعور به تزهو القلوب وتطرب |
و (شاعرك) الشادى أتاك مهنئاً |
وها هو في أركان شعبك يخطب |
اذا عجزت أقلامه عن بيانه |
أهاب بذكر (الفيصلى) فتكتب |
* * * |
وحسبى ما قد قلت فيك فاننى |
مقر بأنى موجز لست أطنب |
فاخلاقك الغراء ليست خفية |
وجودك بحر ليس بالغرف ينضب |
فخذها كما شاء البيان تقدمت |
اليك خروداً ـ أنت في الناس تطلب |
(فلاحِية
(4)
) تزهو وترقص كيف لا |
ومنشدها (للفيصل) الفذ ينسب |
فعيد سعيد بالمسرات وافد |
عليك وعهد زاهر بك طيب |
ودم رافلا في حلة السعد ما شدت |
مطوقة أو سار للبيت موكب |
وعاش (ولي العهد) للشعب سالماً |
به فخرنا ما العيس في البيد تضرب |
ودام (بعبد الله) نجلك قطرنا الـ |
ـحجاز قرير العين ما اخضر مجدب |
* * * |