شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذراع الجبار!
هاجمت الجيوش الالمانية احد الحصون الافرنسية واستهدف قواده وحاميته للخطر. وكانت الفصائل الالمانية تقطع الطريق على الجيش المحاصر فتمنعه النجدات، وأرسل القائد الجنود الواحد تلو الواحد لاستغاثة القيادة العليا. ولكن لم تصل الرسالة ولم يصل الجندى، وأخيراً تطوع أحد الجنود لحمل الرسالة وهو يعلم أنه بذلك سوف يسلم نفسه لقنابل الأعداء وان فناءه سوف يغدو على بعد لحظات منه، وسار بقدم ثابتة حتى وصل إلى مفترق الطرق فوجد جثث اخوانه الجنود قد مزقتها القنابل. وحدث أن انفجرت قبنلة أودت بحياته، وفي تلك
اللحظة تمالك نفسه حتى وصل إلى مرتفع يراه النظر وهناك أسلم الروح!
ولكن يداه لا تزالان مرفوعتين تقبضان بشدة على الرسالة!
ومرت احدى الدوريات الافرنسية فاستنقذت الرسالة. لم يصل الجندى ولكن النجدات أخذت تتوالى، حتى كانت الغلبة والقهر لهم على الالمان.
((1))
استيقظى يا فتاتى قد اختفت صفحة البدر وراء تلك الجبال البعيدة، وبدأت أشعة الشفق تبدو وئيدة كابية خلف الغمام!.
وهلم فتعالى إلى المحراب.
فقد آن وقت الصلاة!
وابتهلى إلى الله في أن يديم هناءك وسعادتك!
واسأليه أن ينير لك طريق الحياة الوعر.
وأن يديم لك السعاة والهناء
في ظل الحرية!
فكل نأمة من نأمات الطبيعة!
وكل حركة من حركاتها
رمز من رموز الحياة
وسر مستغلق فيها
وبيانه!!؟
الحرية، أو الموت!!
((2))
أرأيت تلك السهول الفسيحة؟
فهناك في تلك الاكمة الخالدة؟!
وهناك حيث التضحية والشهامة!
تثوى عظام الجبار الخالد!!
فهي رمز الخلود الدائم.
تنادى من أعماقها:
الحرية، أو الموت.
((3))
تعالى يا فتاتى ولننشد نشيد السعادة
مرددين مقطوعته العذبة.
الحرية أو الموت!!
فالحياة بدونها كابية كئيبة
والحياة بدونها موحشة قد ارتدت سلاب الحزن
فهي سر الحياة كالأرواح
ومنبع الاحساس في نفوس الاباة.
فاما الثريا، وإما الثرى!
((4))
وهنا في هذه التربة المعنبرة
بدماء الشهداء الخالدين!
يقيم ذلك الرجل المجهول
الذي ضحى حياته.
واستهدف للفناء.
ولكنه لم ينس الوطن
حتى في اللحظة الأخيرة
فرفع يده كذراع شمشون
واستشهد قائلا.
في سبيل الوطن أحيا!
وفي سبيله أموت.
((5))
وهكذا قضى المسكين
ولكن بلاده العزيزة
مهد هنائه وراحته
قد أصبحت بمنجاة عن الخطر
وهكذا تكون التضحية
وهكذا يكون النبل والشهامة
وكذا تكون حياة الشعوب
في ميادين الاستقلال
((6))
وهيا فلنصل لروح هذا النبيل
فان نفسه ترقص لمرآنا.
وان دمه الزكى العطر
الذي أراقته قنابل الأعداء
لم ينس وطنه الاعلى
بل ظل ينادى بحياته
حتى أسلم الروح.
يردد أنشودة الحياة العذبة
في سبيل الوطن أحيا..!
وفي سبيله أموت..!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :485  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.