شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بين اليأس والأمل
أَرحنى ببرد اليأس إِن كنتُ آسيا
فانى وجدت اليأس أشفى لما بيا!
تعلقت بالآمال دهراً لعلنى
أصيب بها وِرداً من العيش خاليا!
وعللت نفسي بالأمانى رجاء أن
أفيىء إلى ظل من المجد ضافيا
وأنكرت بأساء الحياة وضرها
وأكبرت من يلقى الكوارث لاهيا
وأحسنت ظنى بالليالى وعهدها
وأحداثها تنثال شتى حياليا
صمدت اليها رابط الجأش باسما
أشيم بها برقاً من السعد باديا
وأرغمت لوامى وخالفت ناصحى
وقلت علام المرء يلحى اللياليا؟
وطاوعت أحلامى وتابعت طيفها
إلى أن بدا فجر الحقيقة ضاحيا
اذا أنا كالمخدوع بالآل (1) ضلة
تكاءده المسعى ومازال صاديا
وبرق الأمانى خلب يخدع الفتى
وبشر الليالى فخ من ليس صاحيا
تعاهدنى حتى اطّبَانى وميضها
فأَدلجت في لجج من الغي داجيا
وطوح بى حتى اصطدمت بصدمة
من اليأس تجتاح الجبال الرواسيا
فعاهدت نفسى لا أرانى مؤملا
بدنياى خيراً حسب ما قد دهانيا
فما أروع المأساة اذ تفجأ الفتى
وغض الأمانى حين يرتد ذوايا
وما أتعس المرء الذي قد تذبذبت
به كفتا يأس وأخرى أمانيا!
فلا هو مثلوج الفؤاد منعم
فيمرح في روض من السعد زاهيا!
ولا هو مرتاح إلى اليأس مخلد
إلى حالة يلقى بها الخطب ساجيا!
له الله من ذي حيرة تصدع الحشا
وتتركه نهب الجوى والمآسيا
فأخلق بذي الرأى السديد وذى الحجى
بأن يحذر الآمال ثم اللياليا!
وأحر به الا ينيط رجاءه
بغير مساعيه (اذا كان راجيا)!
فليست أمانى المرء الا غواية
وليس الرجاء الحق الا المساعيا!
فان شئت أن تحيا حياة قريرة
فلا تغترر بعدى بدنياك ثانيا!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :500  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.