((هات رفشك
(1)
))
|
يا صاحبي هات رفشك واتبعنى! |
هاته وقم في أثري ولا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه أمراً! |
* * * |
ألست من غراري أنت تعتلج في صدرك الآمال؟؟! |
ألست من أضرابي تختمر في رأسك الأفكار؟؟! |
ألست شاباً مثلي تتمتع بدم قوى يجرى في عروقك؟؟! |
ألست نشيطاً تستطيع أن تترك في الحياة أثراً؟؟! |
قل: أي.. واذن أي أثر تركته في حياتك؟ وأي أمل مما يعتلج في صدرك، أو فكرة مما يختمر في رأسك حققت؟ أو أي خدمة أداها دمك القوي لبلادك؟؟! |
أتمتعض ثاني عطفك؟ هون عليك، ان أريدك الا صريحا، فقل: هل أنت تستحق الحياة؟ |
لا وربك، واذن أنت مثلي وأنا مثلك فاتبعني! اتبعني ورفشك! اتبعني إلى حيث ترقد الجثث الهامدة. هناك نواري جسمينا بين الجحون وكَدَا
(2)
! |
فهات رفشك! |
هاته يا صاحبي! |
هاته واتبعنى! |
أتتلكأ! ولم يا صاحبي؟ |
ألأنك تحب الحياة؟! |
إن للحياة رجالها، في كل يوم لهم أثر جديد فيها! لأنهم ملكوا فجاج الأرض، وذللوا متن البحار، وسيطروا على الهواء، وراودوا الجبال في كنوزها فأسلمتهم مفاتيحها، والحديد فعكفوا على تسخيره في مختلف شؤونهم! |
وأنت ماذا فعلت؟ أوجمت؟! |
لا يا صاحبي، كن شجاعا ولو مرة واحدة وتعال فاعترف معى بتقصيرك، وهلم بعد إلى رفشك وامش معى! |
هناك في ظل كدَا نهدأ بين ركام أمسى رفاة سحيقا وصعيداً جرزا! فهات رفشك! |
هاته يا صاحبي، هاته واتبعنى! |
لا؛ لا تصعّد زفرة فما أغنت الزفرات يوما. هاك التاريخ فاستنطقه هل بلغ شعب بزفراته يوما في الحياة شوطا؟! |
ألا انها الحياة جهاد تتزاحم فيه المناكب والأقدام فلا تذهب نفسك حسرات على عيش لا تنعم فيه بهذا الزحام. |
يا صاحبي بالأمس قرأت اسمى إلى جانب اسمك في سجل الصدقات، فما هانت نفسى هونها على يؤمئذ، ولا صغرتَ عندى استصغارك آن اذ ذاك |
أرجل أنا وأنت؟ اذن أين هي مميزات الرجولة وأنفتها واباؤها؟ |
الحق ـ والحق أقول لك ـ اننى واياك لا نستحق الحياة، فهلم هلم برفشك واتبعنى! |
اتبعني وتعال نحتفر لأنفسنا هناك في حضن الأبد مأوى نهائيا....! |
|