شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا مصر ما أولى بنيك بقومهم
نظمت بمناسبة اعلان اقامة موسم الشعر في مصر ولم تنشر اذ ذاك:
أزف اللقاء وحان منك الموسم
فإِلام تضّغن الشعور وتوجم؟
وإلام يحفزك (النداء) كأنه
زفرات هذا الشرق حين يدمدم؟
أو لم تحس بما استحث (شعوبه)
وقلوبه الحرّى، وما هي تعزم؟
أو لم يهجك صراخه، ونهوضه
وحنوه، وعتوه المتجسم
أو لم ترعك الحادثات بهولها
والنازيات من الأمانى الحوَّم
فاصدح بشجوك وامل صوتك عالياً
(فالنيل) يصغى و(الفرات) يترجم
* * *
هيهات لست بكل ما اضطربت به
نجوى الجوانح في (الجزيرة) الهم
هي نفثه لولا التقى لبعثتها
قلباً يمور بما يضيق به الفم
* * *
فاذا بكيت فما بكيت لأننى
غمر بأطياف الصبابة يحلم
أو مدنف لعبت به أيدى الصَّبا
وحمته عن قطف الموّرد كُلثمُ
ولئن شكوت وما استطعت تجلداً
وتنابغت دون الليالى الجثم
ولئن نزعت إلى التوله والضنا
وسكبت دمعاً من معانيه الدم
فلأن شعبى للعلا متحفز
وأَمامه العثرات عمداً تؤكم
أشجته بل شجته داعية الهوى
هل للهوى الا التفرق سلم
ما كان من أركانه متداعياً
فبما جناه الجهل فهو المجرم
أو بات من أخلاقه مسترخياً
فبنوة الأحداث اذ هي تصدم
أو عاد بعد طموحه وفتوحه
عن مجده الوضاح لا يتبسم
فله من الأسباب الف تعلة
ما ان يحيط بها البيان المسجم
وله اذا انفتل الحكيم لدرسه
علل تكاد من الخفا تستبهم
هي في الحقيقة نغلة فوارة
كانت مدى الأجيال فينا تضرم
حتى اذا طمس الصباح ظلامها
وغدا (الكتاب) هو المنار المحكم
وتألفت أشتاتنا وتقاربت
أبعادنا واستعرب المستعجم
عبثت بنا خلف الستار مضلة
نعرات سوء بالشقاق تحدم
رانت على من لم ترنح عطفه
ذكرى (النبوة) و(الحطيم) و(زمزم)
* * *
هل كان للغرب المصوَّت نأمة
أيام كان الشرق لا يستسلم؟
أو كان (للغرب) المدل بعلمه
بصر بما أمسى به يتنعم؟
أو كان (للغرب) المدلل نهضة
لولا جدود المسلمين العقم؟
فمن (الحجاز) إلى (طليطلة) إلى
(مجرى اللوار) تثاقفته الأنجم!
وتهافتت للعلم اذ شغفت به
تلك السلائل و(الفرنج) الهوم!
فتلقنوا منا الصحيح وللأسى
عاذوا به وعدى علينا المقحم!
* * *
لم يكف ما اجترحته ناعية البلى
عبر البحار وما رعاه الضيغم!
لم يكف ما انتقصته من أطرافنا
أيدى النكاية والشقاق المظلم!
لم يكف هذا الطوق اذ هو حيَّة
تسعى فتلقف كل ما يستهضم!
لم يكف تعداء النوازل فانتحى
للكيد فينا العابث المتكتم!
فجنى على الاسلام لاهو منتهٍ
عما يبث ولا النحائز تسلم!
وكأنه اذ لم تفته جناية
(ابليس) يركض مذغوى ويهمهم
* * *
يا (مصر) أنت وقد دأبت منارة
للمهتدين وسعيك المترسم!
يا (مصر) ما أولى بنيك بقومهم
فعلام يوغرك الخلاف المبهم!
يا (مصر) قد أغضيت عمن ليلهم
فيك السهاد، وفي جمالك تُيَّموا
يا (مصر) عاجلت الصديق وداده
بالصد وهو المستبين الأدوم!
يا (مصر) يا أم الحضارة والنهى
مهلا فحبك في الجوانح مدعم!
يا مطلع الفن الجميل ومهبط الـ
ـشعر النبيل اذ الحياة المطعم
يا مطمح الأمل العتيد وعزة المـ
ـاضى المجيد وما أظل ويقدم
يا ربة (الأهرام) والمجد الذي
ما زال في أمم البسيطة يكرم
يا بنت عمرو في مهاد حجوره
وربيبة الفاروق جل المنعم
أدعوك للحسنى إلى الخير الذي
هو بالتواصل والتعاضد مغنم
* * *
ردى على تحيتى فلأمتى
قلب عليك مع العتاب مقسم
* * *
لا كان من أغراك فهو مخادع
العرب قومك والتناصر أسلم
فاذا سررت فذاك قرة عينهم
واذا ارتمضت ـ ولا ارتمضت ـ تشجموا
مدى يديك لأمة ما شاقها
الا لديك وفي رباها (الموسم)
ما نحن الا الشعب قد نهضت به
روح الحياة وبالهدى يستعصم
ولو ان اثباج البحار وحولها
قمم الجبال وما يهول ويعظم
وقفت لتمنعنا الحياة عزيزة
في الكائنات وقد تألىَّ المقسم
لغدت كيوم الحشر عهناً أو صَدىً
يجتازه الشعب الجرىء المسلم
فاذا تنادى المؤمنون بدينهم
فالخير ثمة، والظهور الأقوم
والسعى توجيه الشريعة مخلصاً
والغيب سر، والمهيمن أعلم
والجسم (بالاسلام) يغدو واحداً
والكف لا يغنيك عنها المعصم
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :536  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.