شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هذا هو الشرق
نظمها بمناسبة كلمة المستر (كبلنغ) شاعر الانكليز: (الغرب غرب والشرق شرق ولن يجتمعا) التي تناقلها الكتاب وأصبحت مضرباً للأمثال:
لا الشرق شرق اذا ما ثارت الهمم
كلا ولا الغرب غرب يوم يصطدم
لكنها (سنن التكوين) ثابتة
على العصور فلم تحفظ لها ذمم
أجل تقهقر هذا الشرق فانغمزت
قناته بعد أن صالت بها الأمم
واندك (مجد بنيه) منذ أن غفلوا
عن (الحياة) وزلت منهم القدم
تقاصروا عن طلاب (المجد) في زمن
أولى بهم فيه أن يجرى لهم نسم
وخالفوا فطرة (الخلاق) وافترقوا
فسامهم كل خسف من رقى بهم
فشت بهم من (خرافات) الاولى نقموا
عليهم الجد أوهام هي الوهم
واسترسلوا في غطيط النوم فاندحروا
منذ استوى فيهم الاحياء والرمم
حادت عن (المثل العليا) جماهرهم
حتى تشكى الونا من صدها السأم
تسمم (الشرق) بالأدواء فاتكة
بجسمه واعتراه الجهل والعدم
ما كان أخلقه والقاطنين به
ان لا تحل بهم من ربهم نقم
تدثروا (الخز) لا أيديهمو نسجت
وحاولوا (العز) لاسيف ولا قلم!
بينا نرى (الغرب قد جاشت مصانعه)
واكتظ بالقوم ضمت شملهم نظم
ترشف (العلم) أحقاباً مسلسلة
يد صَناع وفكر ناضج وفم!
قد زاحم الطير في أَجوائها سُنحاً
فلا البزاة تُعنيه ـ ولا الرخم!
تعلو (المناطيد) بالركاب حاملة
(متن السحاب) وتدنو حيث ترتسم
ما هالها (الموج) في الآذي مصطخباً
ولا التدهور في المهوى ولا العصم
وفي البحار أساطيل لها زبد
يعبّس اليم منها وهي تبتسم
وفي (الجبال) من الأنفاق زمجرة
اذا (القطار) تولى وهو يضطرم
يخاطب الغرب أقصى الشرق في سعة
بنصف ثانية هذا هو الحلم
يا شرق أين عهود فيك زاهرة
(الصين) جادبها و(الهند) والهرم
أَين المفاخر في مغناك شيدها
أبناؤك (العرب الأمجاد) والعجم!
ماذا استضامك بعد التيه فانقلبت
بك الدهور وأبلى مجدك القدم؟
ألم تكن مصدر الأنوار مشرقها
(شمس) و(علم) وأخلاق لها دعم؟
هل خانك الجد حتى بت ذا غصص
أو غالك الجد أو غاضت بك الأكم
فيك الحضارات قد شابت ذوائبها
وفي ذراك استقام العدل والكرم
وقد خلعت على الأكوان بردتها
أيام تنهكها الغارات والظلم
فكيف يممت شطر الجهل معتسفا
ضنك الخطوب وأين العلم والعَلَم؟
وكيف أصبحت في (ضيم) وفي (ضعة)
ترعي الوبال وفي أَشداقك اللجم؟
ألم تكن صاحب التثقيف في أمم
ظلت بسعيك في الآفاق تحتكم
لم ترع فيك عهود الفضل واستبقت
اليك (تحصد) ما شاءت وتقتسم
ولا تذكر للشرق المديل يداً
وانما هو (اهراءٌ) ومغتنم
* * *
يا (شرق) حسبك ما لاقيت من عنت
أفق فانك بعد اليوم مقتحم
شمر ذيولك و(انهض) لاتكن خولا
ولا يصدك عن درك العلا حمم
وواصل السعى في (التعليم) مقتبساً
خير الفنون وإلا مضك الألم
واختر لأهليك ما ترجى منافعه
فأَنت (بالدين) و(التمدين) تحترم
وقل (لكبلنغ) اما جاء معتذراً
هذا هو الشرق لا ما قلت أو زعموا
وارهف عزائم من أبنائك اتكأوا
على الأَرائك يعلو فوقها القتم
واشدد أَواخيهم واسلك بهم جدداً
فثم يرويك فيها البارد الشبم
واجلب بخيلك وارعد كلما نجمت
قرون شر طواها سيلك العرم
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.