بدر تم يتجلى أم فلق |
أم شعور فاض فاستهوى الحدق؟! |
أم هو الفيصل ألقى ضوءه |
يغمر الشعب؛ ويستبقى الرمق؟! |
ولقد كنت من البين على |
مثل حر الجمر من فرط القلق |
مثلت لي لجج صخَّابة ـ |
تمتطيها، وجواء، ونتق |
فعرانى السهد من وجد ومن |
سُجُفِ الليل وياقوت الشفق |
وأمد النفس في وسواسها |
أنْكَ لا ترهب (الا من خلق) |
وتوكلت على الله الذي |
يكلأ الناصح أيان اتفق |
فتجولت على ((سبَّاحة))
|
تسبق السهم اذا السهم مرق |
جررت أذيالها عابثة |
بزئير اليم في جنح الغسق |
لم أشاهد زهوها لكنه |
بك لا شَك جميل متسق |
نهجت خطتها حتى إذا |
حاذت الشاطىء حيتك ((الفرق))
|
* * * |
ودوى ((البرق)) وعجت ((صحف))
|
((بسجايا)) لم يدنسها ملق |
كصفاء ((الطل)) في رأد الضحى |
أو فرند (السيف) أو صدق (الألق) |
أبصروا فيك ((مناراً عالياً))
|
من هداة ((الشرق موفور الحذق))
|
باسماً طلقاً رهيباً داهياً |
واسع الجولة فيما يطرق |
يتجلى النور من طلعته |
واذا أعرب بالفصل نطق |
يلقط الحكمة من حادثه |
في هدوء ليس يعروه خرق |
واذا أصغى فكيسا وحجى |
جل من وقاك أعراض الحمق |
وتراه رغم أهواء ((الصبا))
|
طاهر المئزر عف المستبق |
نزهته شيم موروثة |
عن ((أبيه)) وخلاق قد عَبَق |
وهواه ـ ((دولة)) ـ مائسة |
((وحسام)) لا قوام ممتشق |
لاكمن يهوى به عن شطط |
من غواة الشرق في الغرب النزق |
* * * |
((أيها القادم)) من أقصى الورى |
قد ملأت اليوم بالبشر العلق |
قد شهدت ((الشيخ)) في حبوته |
و((الفتى الناشىء)) بالحب فهق |
وسواء في هوى ((فيصلنا))
|
من أكن الشوق أو أبدى الحرق |
محضوك (الود) صفواً بالذى |
لك فيهم من أيادٍ لا تعق |
وبحلم وصلاح وتقى |
وبعدل وسماح مرتفق |
وبنجوى ((كلها خير لنا))
|
وبفضل من ((أبيكم)) قد غدق |
فإذا ما قلت ((شعبى مخلص))
|
((لمليكى)) قالت الدنيا: (صدق) |
ولعمرى لانبالى بعدما |
يخلص ((الشعب)) بمنعى من نعق |
أي أمن نرتجيه و((منى))
|
و((نعيم)) فوق ما فينا بسق |
فقئت عين ((فريق مائق))
|
غررته نقمة الجهل فشق |
انهم ـ ما بين شذاذ جنوا ـ |
وشرود وحقود وسرق |
ونفايات دنت آجالها |
كفراش الضوء بالضوء احترق |
بئسما أوحى لهم شيطانهم |
من ((حديث)) و((ضلال)) مختلق |
خسروا ((الدنيا)) وخانوا ((دينهم))
|
وغدوا صرعى تراث وحنق |
قدر الله على ((الباغى)) اذا |
سجلته صحف ((الحق)) سبق |
وسيوف الله في أيدى ((الأولى))
|
جاهدوا في الله تردى من أبق |
لن يهابوا الموت ان سوق الوغى |
أرخص الأنفس فيها ((ذوذلق))
|
أيقنوا بالوعد فارتاضوا به |
عكس من تضنيه أَشباح الفرق |
ويل من يخزيه جبار السما |
ويل من يغشاه جبن ورهق |
يا أميرى هذه ((أم القرى))
|
لك تشكو قسوة البعد الأشق |
رقرقت عبرتها فانحدرت |
يوم أن غادرتها خدن الأرق |
وثناها ((الرشد)) فانصاعت له |
تطلب ((المجد)) بمسعاك الأحق |
وهبتك ((الروح)) من أعشارها |
وهي أقصى ما يهادى المعتلق |
وانبرت تحسب لحظات النوى |
كلما ودعها القلب خفق |
وهي بالنجوى وان لم تنتقل |
عبرت بالمانش أجواز الأفق |
ومضت ترعاك حتى وطئت |
قدماك ((السيف)) حول ((المنتفق))
|
فاذا الشمس كما نعهدها |
قبل يوم ((النأى)) والنور انبثق |
واذا (الروض) ندى يانع |
و(هزاز الصبح) فوق الغصن رق |
واذا أنت علينا طالع |
كالسحاب الجون و(الغيث) انطلق |
واذا نحن وما من غاية |
نرتجيها غير (نصر) مستحق |
* * * |
فاحفظ اللهم من دامت به |
نعمة الاسلام والدين ائتلق |
(صاحب التاجين) مرفوع اللوا |
في ثغور البحر أو فوق البُرَق |
وبنيه وبنى أحفاده |
ما أضاء النجم والموج اصطفق |
* * * |