شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في القرن الثاني عشر
لم يبدأ هذا القرن حتى بدأت الفتن في الحجاز، فكان في هرج ومرج وحروب قائمة. ومخجل أن نقول ان الأشراف كانوا يمثلون أدوارها، وأن الدولة العثمانية كانت في معزل عن ذلك كأن الأمر لا يعنيها، سياسة أقل ما يقال عنها خرقاء، ووقع هذا الوطن العزيز في فوضى متناهية. فقاسى من أنواع الظلم، وطرق الارهاق أصنافاً وألواناً تدمى القلوب، وتفتت الأكباد. واذا عرفنا انه تقلب على منصب الحكم في الحجاز في هذا القرن ثلاثة وثلاثون حاكما، وان أغلبهم لم يتم له الحكم الا بحد السيف، اذا عرفنا هذا، أدركنا حال الوطن البائس في هذا القرن، وفهمنا مدى ما ترمى اليه سياسة دار الخلافة، زد على ذلك ان المناصب في الحجاز كانت تستند إلى رجال من الأتراك، وانه صدر فرمان ـ كما يقولون ـ بأن تكون اللغة في المخاطبات الرسمية في الحجاز هي اللغة التركية، وعند ذلك تدهورت اللغة العربية في الحجاز تدهوراً مشيناً، وحذق اللغة التركية عامة الحجازيين حتى رأينا المؤلفات الحجازية ـ وهي لا تتجاوز أصابع اليد ـ مشحونة بألفاظ تركية غلب على اللسان استعمالها. فبلاد هذه حالها وأمة هذه محنتها، ولغة هذه مصيبتها، لا بدع أن تشل حركتها الأدبية، وتذبل حياتها الاجتماعية فينهار البناء الذي وضعت أسسه في القرن الماضي ان عد ذلك من الأسس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :367  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج